فلسطين أون لاين

​ماذا ستفعل لو أتيحت لك فرصة الدخول إلى "غينيس"؟!

...
شعار غينيس
غزة - هدى الدلو

أصبح الدخول في موسوعة غينيس وتحطيم الأرقام القياسية حلمًا يراود الكثيرين، فهي تخلد أسماء أصحابها في سجل التاريخ الذي يرى أنه دخله من أوسع أبوابه، وليترك بصمة في المجال الذي اختاره محققًا لاسمه الشهرة، أو لتحقيق فائدة عامة.

رسالة مقدسية

الناشط المقدسي أسامة برهم لطالما راوده حلم الدخول في موسوعة غينيس على أن تكون الفكرة لها علاقة بمدينته المقدسة، يقول لـــ"فلسطين": "بالفعل بدأتُ التفكير منذ فترة بفكرة أتمكن من خلالها تحطيم الأرقام القياسية ولن تكون فكرتها بعيدة عن القدس، ففكرتُ منذ فترة بمبادرة أطول سلسلة بشرية حول سور القدس لتحمل اسم "بصدورنا نحميها"، أو "أكبر ضمة لمدينة القدس".

فهذا الحلم المقدسي بالنسبة له تحقيقه ليس لهدف شخصي، بل يسعى من خلاله أن تصل للعالم، وأضاف: "لكن الوضع السياسي القائم في القدس يمنعني في الوقت الحالي من تنفيذها، فلو أقمتها فكأني أعطي ذريعة للاحتلال الإسرائيلي لاعتقال الشباب وملاحقتهم، لأننا بتنا نعتقل على أتفه الأسباب والمطاردات الفيسبوكية".

وأوضح برهم أن الفكرة أُجهضت بسبب الوضع السياسي، قائلاً: "برأيي الفكرة تحتاج إلى تضافر جهود الجامعات مع المؤسسات، حتى أن المشرفين على الموسوعة ممكن أن يقتنعوا بصحن تبولة، ولكن شيئا وطنيا وسياسيا قد يتم رفضه".

وعن الفائدة التي يسعى إلى تحقيقها على الصعيد العام، بين أن مدينة القدس تهود بشكل ملحوظ بمساجدها وشوارعها وبيوتها ومناهجها، وأصبح الزائر لها يعتقد أن أهل القدس تركوا ديارهم وكأنه فرض فيها منع تجوال، وبالتالي فهي رسالة من المقدسي للعالم أنه لا يزال هناك نبض فلسطيني في المدينة المقدسة.

أما على الصعيد الشخصي، فتابع برهم حديثه: "إنه آخر ما يمكن أن أفكر فيه، كل همي السعي إلى رمزيتها، لتسليط الضوء على القدس"، مشيرًا إلى أن وجود مثل هذه المبادرات يعد أساسًا.

شعور نفسي

أما الشاب إبراهيم غنيم (24 عامًا) مغني راب، والذي بالفعل بدأ الاستعداد لتنفيذ فكرته التي ستدخله لعالم غينيس، في أكبر عدد جمل في أغنية راب والتي سيبلغ عددها 1016 جملة، ويرى أن هذه المجال هو من الأكثر الأشياء التي يمكن أن يبدع من خلالها.

وقال: "أسعى لتحقيق هذا الحلم ليتميز في الوسط المحلي والعربي والعالمي، وأشعر أني حققتُ شيئا جميلا بواسطة أسلوبي الفني وكلماتي السريعة أعبر عن مأساة شعبي بكافة قضاياه، وبإمكانيات بسيطة".

ونوه غنيم إلى أنه يهدف من هذا الإنجاز إلى شعور النفسي يحتاج أن يدخل إلى قلبه، والترويج لاسمه، إضافة إلى الشهادة الرمزية، فهي بمثابة أمر مشجع وتدفع بالشخص إلى الأمام.

موهبة رغم الحصار

عمل منحوتة من الرمل على شاطئ البحر ولكنه تفاجأ أن الأجانب في الدول الغربية لم يتركوا له مجالًا فوجد الفكرة منفذة، أسامة اسبيتة (25 عامًا) فنان تشكيلي فكر بتحطيم الأرقام القياسية في مجال إبداعه.

قال: "إن الدخول لعالم غينيس ليس بالسهل، بل الأمر يحتاج إلى تفكير وتخطيط، خاصة في ظل أن هذه الفكرة أصبحت تراود الكثيرين"، هذا دفعه للعزوف عن فكرة عمل منحوتات رملية لأنه تم تنفيذ الفكرة، ولأنها تحتاج إلى عدد كبير من الأشخاص للمشاركة، ووقت فتحتاج إلى أسبوعين لتنفيذها.

لقد قرر اللجوء إلى الفن التشكيلي بأفكار خيالية، وسيسعى بكل ما أوتي من قوة ألا يضيع الفرصة من بين يديه خاصة في ظل امتلاكه للموهبة، ولفت اسبيتة إلى أن الوضع في قطاع غزة سيئ ويحتاج إلى جهود وإمكانات، وحاضنات مؤسساتية.

أسامة يسعى لتحقيق حلم كبير باعتباره ابن غزة التي تعيش الحصار والدمار والحرب وأوضاعا مأساوية، ليخرج من بينها ويحقق طموحه، ويحمل بدخوله لهذه الموسوعة اسم فلسطين.

فكرة غريبة

وبدور شعشاعة لم يغب عنها وأخواتها الست صاحبات مشروع (6 Flowers) البدء في التفكير بالدخول لموسوعة غينيس، فقد اتخذن من مشروعهن علامة تجارية نقشتها ست شقيقات اختلفن في تخصصاتهنّ الجامعية، وجمعتهنّ هواية التطريز الفلاحي، يعبّرن من خلاله عن أنفسهنّ، ويدعمنَ به قضيتهنّ الفلسطينية، وواجهن به شبح البطالة.

ولكن على الصعيد الشخصي لبدور فلديها هواية خاصة تطمح من خلالها لتحطيم الرقم القياسي في تجميع أكبر عدد من الفناجين "الماجات" ذات صور ورسومات غريبة، فلديها هواية في تجميعها، ورغم أنها ترى أنه ليس بالشيء المهم، لكنه بالنسبة لها هواية.

وأوضحت شعشاعة أن لديها طموحا وأخواتها بتنفيذ فكرة تجمعهن كما جمعهن التطريز، ولكن ذلك يحتاج إلى تفكير كبير، يسبقه العمل والجد على إيصال عملهم للعالم، ثم التفكير بشيء مميز يدخلهم في هذه الموسوعة، وسيكون وقتها كل تركيزهم على تنفيذ أفكار جريئة وعصرية، وتحمل فكرة القضية الفلسطينية، لنغرس التراث الفلسطيني في نفوس الجميع، وأنه خاص بالفلسطينيين.