تحوّل بيت عزاء الشاب الأردني ماهر ذياب الجازي منفذ عملية معبر الكرامة الواصل بين الأردن والضفة الغربية المحتلة، إلى ساحة لاستقبال المهنئين باستشهاده في لواء الحسينية بمحافظة معان جنوبي الأردن
وأطلقت عشيرة الحويطات التي ينحدر منها الشاب الجازي على بيت العزاء بأنه فرح وتهنئة باستشهاد ابنهم الذي انتقم لشهداء قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
ونفذ الجازي عملية فدائية داخل معبر الكرامة الحدودي، أمس الأحد، تسببت بمقتل 3 عناصر أمن إسرائيليين في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتصاعد الاعتداءات في الضفة المحتلة.
ورصدت "فلسطين أون لاين" توافد آلاف الأردنيين إلى الخيام وبيوت الشعر التي أقامتها قبيلة الجابري، وسط حالة من الفخر والفرح بفعل الشهيد الجازي.
ونقل شقيق ماهر عنه أنه كان يحمل غضبا، استمر طيلة أشهر الحرب، من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وخاصة أبناء قطاع غزة.
كما أفاد الشيخ حابس الجازي، ابن عم ماهر الجازي، بأن هناك مساعي لاستعادة جثمان ابنهم كي يتم دفنه في الأردن، ونقل عن والد ماهر قوله مباشرة بعد إبلاغه بمقتل نجله: "دم إبني مش أغلى من دماء الشعب الفلسطيني".
وقال الشيخ حابس الجازي: "ما قام به ماهر رد فعل طبيعي تجاه الجرائم الاسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، وأضاف: "ماهر لا ينتمي إلى أي حزب، وهو إنسان طبيعي وودود، لكنه شاب عربي مسلم تأثر بما يحدث في فلسطين الحبيبة في ظل تعنت (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو والجرائم الإسرائيلية بحق الأهل في فلسطين والدعم الغربي لإسرائيل".
وأكد أن "ماهر الجازي ليس أول شهيد من قبيلة الحويطات والقبائل العربية ولن يكون الأخير، ونحتسبه شهيدا عند الله تعالى".
وقالت قبيلة الحويطات في بيان لها: إن "ما فعله ابننا هو ردة فعل طبيعية لإنسان غيور على دينه ووطنه وعروبته تجاه الجرائم المتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وخاصة أهالي قطاع غزة من قتل وتشريد وإبادة".
وأضافت العشيرة في بيان لها: "دما ابننا الشهيد ليس أغلي من دماء أبناء الشعب الفلسطيني ولن يكون شهيدنا هو آخر الشهداء، وليعلم الجميع بأن قبيلة الحويطات وعلى مرت التاريخ كانت ولا زالت السد المنيع مدافعة عن مناصرة القضايا العربية والإسلامية".
وأوضحت أن ما حصل على معبر الكرامة هو نتيجة الأعمال الشيطانية التي يقوم بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته تجاه أهالي غزة.
وولد ماهر الجازي يوم 28 أبريل/نيسان 1985 بقرية أذرح التابعة لمحافظة معان، وينتمي إلى عشيرة الحويطات الأردنية، وكان متزوجا ولديه 5 أطفال، وهو من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان.
ودخل الجازي القوات المسلحة الأردنية، عندما كان في السابعة عشرة من عمره، وخدم في القوات المسلحة لما يقرب من 20 عاما في الشرطة العسكرية.
وحسب روايات ناشطين، فإن ماهر من عائلة الجازي التي ينتمي إليها "الشيخ هارون الجازي الحويطي" قائد معركة القسطل في القدس عام 1948، ومن عائلته كذلك اللواء مشهور حديثة الجازي، أحد قادة معركة الكرامة عام 1968.