رفضت المحكمة المركزية في القدس اليوم، الإثنين، طلبا قدم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، لعقد جلسة عاجلة وإصدار قرار يمنع نشر مقاطع فيديو في إسرائيل توثق تحقيقات الشرطة معه ومع زوجته سارة ونجله يائير، والتي تظهر في فيلم وثائقي بعنوان "ملفات بيبي"، سيعرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، بعد منتصف الليلة المقبلة.
يشار إلى أن المقاطع المصورة سُجلت بين عامي 2016 و2018 كجزء من جمع الشرطة الأدلة لتحديد ما إذا كان ينبغي توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، والتي وُجهت ضده في العام 2019، وشملت تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ولا يستطيع نتنياهو منع عرض الفيلم في المهرجان، لكنه يطلب من المحكمة منع عرض مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية التي تظهر في الفيلم في إسرائيل.
وادعى محامي نتنياهو في الطلب العاجل أن أحد منتجي الفيلم الوثائقي هو الصحافي في القناة 13، رافيف دروكر، الذي "صرح على الملأ أنه معارض سياسي لرئيس الحكومة ويسعى إلى إنهاء ولايته وتجاوز خطوطا حمراء"، حسب المحامي.
والفيلم من إنتاج الحائز على جائزة الأوسكار، أليكس جيبني، وإخراج أليكسيس بلوم. وسُجلت المقاطع المصورة بين عامي 2016 و2018 كجزء من جمع الشرطة الأدلة لتحديد ما إذا كان ينبغي توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، والتي وُجهت ضده في العام 2019، وشملت تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ووصلت التسجيلات المصورة إلى جيبني، العام الماضي، وتتضمن تحقيقات مطولة مع نتنياهو وزوجته سارة ونجله يائير وأصدقاء ومقربين من نتنياهو، وكذلك موظفين في مسكن رئيس الحكومة الرسمي، وفق ما ذكرت مجلة "فارايتي" الأميركية اليوم، الثلاثاء.
ونقلت المجلة عن جيبني قوله "إن هذه التسجيلات تلقي الضوء على شخصية نتنياهو بطريقة غير مسبوقة وغير عادية. إنها دليل قوي على شخصيته الفاسدة والمرتشية وكيف قادتنا إلى ما نحن عليه الآن".
ووفقا لتوم باورز، كبير مبرمجي الأفلام الوثائقية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، فإن "ملفات بيبي هو عمل من أعمال الصحافة الوثائقية من الدرجة الأولى. فقد حصل أليكسيس بلوم وأليكس جيبني على لقطات كاشفة لم يرها أحد من قبل، ثم أجريا مقابلات معمقة مع مجموعة واسعة من الشخصيات بما في ذلك من أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية".
ورغم أن التسجيلات، التي تحتوي على آلاف الساعات من التحقيقات، تم إجراؤها منذ أكثر من ثماني سنوات، إلا أنه لم يتم رؤيتها في أي مكان بما في ذلك إسرائيل بسبب قانون الخصوصية فيها.
وقالت بلوم إنه "تبرز شخصية نتنياهو بقوة في التسجيلات. وأود أن أقول إن الفارق بين هذا الفيلم ونشرات الأخبار أو شيء قد تشاهده عن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هو أن هذه نظرة إنسانية للغاية إلى الأشخاص الذين يتصدرون عناوين الأخبار".
وأضافت أن الفيلم الوثائقي يستخدم مقاطع فيديو الاستجواب "كطريقة للدخول" إلى قصة نتنياهو، رئيس الحكومة الأطول مدة في إسرائيل والذي تولى منصبه ست مرات، "وكان عملنا في هذا الفيلم هو ربط هذه التحقيقات ومحاكمة الفساد بكل ما يأتي بعد ذلك".
وأشار جيبني إلى أن الفيلم يتنقل بين حاضر نتنياهو وماضيه، "ويكشف شيئاً شكسبيرياً عن الرجل بمعنى أن فساد شخصيته البطيء وحاجته اليائسة للبقاء في السلطة دفعته إلى القيام بأشياء فظيعة نرى الآن أدلة عليها".
وقالت بلوم إن خطة "الإصلاح القضائي" لإضعاف جهاز القضاء، التي أطلقتها حكومة نتنياهو، مطلع العام الماضي، كانت أحد الأسباب التي دفعتها إلى العمل على هذا الفيلم.
ولفتت إلى أن "حكومة نتنياهو تحاول إصلاح المحكمة العليا ثم تشن الحرب (على غزة) بطريقة لم تكن لتحدث أبداً لو لم يكن لديها مثل هذا الائتلاف المتطرف".
وقال جيبني وبلوم، التي ينتمي والدها للديانة اليهودية، إنهما قررتا إنتاج فيلم وثائقي لا يروج لتعاليم دينية معينة، بل أنهما يعتبران الفيلم، الذي يتناول الإسرائيليين والفلسطينيين، فيلماً وثائقياً يروي الحقيقة ويركز على حقوق الإنسان وليس فقط على حقوق الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضافت بلوم أنه "حاولت جاهدة إيجاد أرضية مشتركة في هذا الفيلم ـ شيء يمكننا جميعاً أن نتفق عليه. إن بقاء نتنياهو لفترة أطول من اللازم هو أمر يتفق عليه كثير من الإسرائيليين وكثير من الفلسطينيين أيضاً. وقد يختلفون عندما تذهب إلى أبعد من ذلك من حيث الحل لأزمة الشرق الأوسط. ومن المؤكد أنهم سوف يختلفون حول هذا الأمر، ولكنني أعتقد في واقع الأمر أن أغلب الناس، باستثناء المتشددين من أنصار نتنياهو، يتفقون على ضرورة رحيل نتنياهو".
وشدد جيبني على أن "هناك إلحاحا معين فيما يتصل بمعالجة هذه المواد وشخصية نتنياهو في وقت يُقال لنا فيه: ’أوه، هذه المناقشات ستؤجل إلى يوم آخر لأن نتنياهو في خضم حرب’. لقد شعرنا أنه من المهم، وبصراحة، من واجبنا كمواطنين عالميين، أن نجعل قصتنا معروفة في أقرب وقت ممكن لأن الناس يموتون كل يوم".