قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن عملية معبر الكرامة تشكّل خرقًا أمنيًا واستخباراتيًا كبيرًا للاحتلال "الإسرائيلي".
وشدد الفلاحي على أهمية العملية من حيث التوقيت والمكان الجغرافي، فجيش الاحتلال من حيث التوقيت يمر بمأزق كبير جدًا، بدليل أن الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" قدّمت توصيات تدعو لوقف الحرب في قطاع غزة وإعادة بناء وهيكلة الجيش حتى يمكنه مواجهة التهديدات القادمة من مختلف الجبهات، الجبهة الشمالية مع لبنان، والضربة الإيرانية المرتقبة.
ومن حيث دلالة المكان، أشار الخبير العسكري إلى أن المنطقة التي نفذت فيها العملية هادئة نسبيًا طوال الفترة الماضية، وبالتالي فإن الضربة هذه المرة جاءت من جبهة لم تتوقعها "إسرائيل" وجيشها.
وأضاف، "أن قطاعات شبه متكاملة تعمل في هذه المنطقة، ويتعلق الأمر بقيادة المنطقة الوسطى في الجيش "الإسرائيلي"، وتتألف من الفرقة 877 والفرقة 340 والفرقة 98 التي تقاتل في غزة".
وأوضح أنه رغم كل الترتيبات الأمنية والاستنفار الذي قامت به "إسرائيل" طوال الفترة الماضية، استطاع المنفذ أن يقوم بالعملية.
ولفت إلى أن مثل هذه العمليات المنفردة يصعب السيطرة عليها لا من طرف الأردن ولا من طرف الاحتلال "الإسرائيلي".
ونوّه الفلاحي إلى أن التخطيط للعملية التي نفذت قرب جسر الملك حسين تم بشكل منفرد لا يمكن كشفه من قبل الأجهزة الأمنية، وهو ذاته ما وقع مؤخرًا عند حاجز أمني شرق معبر ترقوميا العسكري غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، وأسفر عن مقتل 3 من أفراد شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود الإسرائيلية.
وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد مثل تلك العمليات ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" تتوقع من جهتها استمرار مثل هذه العمليات، في ظل استمرار حربهم على قطاع غزة والمجازر التي يرتكبونها هناك.
وقُتل ثلاثة "إسرائيليين"، أمس الأحد في عملية إطلاق نار نفذها سائق شاحنة أردني قرب معبر الكرامة (المعروف إسرائيليًا باسم اللنبي) قبل أن يرتقي شهيدًا.
وذكرت تقارير عبرية، نقلًا عن مصادر أمنية أن منفذ العملية في معبر الكرامة هو سائق أردني، أطلق النار على عمال محطة الشحن الإسرائيليين في المعبر باستخدام مسدس من مسافة قريبة.
ونقلت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن طبيب الطوارئ في نجمة داود الحمراء، يوتام تسور، قوله: "هذا حادث خطير للغاية، لقد رأينا ثلاثة رجال ممددين فاقدين للوعي ولا نبض ولا تنفس، وكانت جروحهم ناجمة عن طلقات نارية في أجسادهم.