فلسطين أون لاين

ما وراء تمديد جيش الاحتلال عمليَّته العسكريَّة في جنين ؟ خبير عسكريّ يجيب

...
ما وراء تمديد جيش الاحتلال عمليَّته العسكريَّة في جنين ؟ خبير عسكريّ يجيب
غزة/ فلسطين أون لاين

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يريد التأكد من عدم وجود تهديدات ضده في مناطق الضفة الغربية، ولذلك مدد عمليته العسكرية في مخيم جنين شمال الضفة.

وكان موقع "والا" الإسرائيلي قد أعلن اليوم الأربعاء أن العملية العسكرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين قبل أسبوع كان يفترض أن تنتهي أمس، لكن تقرر تمديدها بأمر من وزير الدفاع يوآف غالانت.

وفي تقدير العقيد الفلاحي، فإن تمديد العملية العسكرية في جنين هي لأغراض أمنية، وللتأكد من أنه لا وجود لتهديدات ضد إسرائيل في هذه المناطق، مشيرا إلى أن التعزيزات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في مناطق الضفة تتعلق بتبديل القطاعات.

وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة والضفة- إن الجيش الإسرائيلي يقوم حاليا بدفع قطاعات وسحب أخرى من مناطق الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، للتأكد من عدم تحولها إلى مناطق تهدد إسرائيل في الفترة القادمة.

ولفت إلى أن الإجراءات التعسفية التي يقوم بها جيش الاحتلال وخاصة في مدينة الخليل جنوب الضفة، مثل منع الإسعافات ومنع تنقل المدنيين وتدمير المنازل، عقاب للحاضنة الاجتماعية التي تحتضن فصائل المقاومة.

وأكد العقيد الفلاحي أن هناك من الإسرائيليين، وخاصة اليمين المتطرف، من يطالب بفتح جبهة الضفة الغربية، بحجة أنها لا تختلف عن قطاع غزة، ويمكن أن تنطلق منها 7 أكتوبر/تشرين الأول أخرى، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى.

ويخوض مقاتلو كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وبقية الفصائل اشتباكات مع الاحتلال في مخيم طولكرم، وأوقعوا جنودا بين قتلى وجرحى، كما أعلنت القسام اليوم الأربعاء.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "الجيش" الإسرائيلي مدّد عمليته العسكرية في جنين، ناقلةً عن مصادر عسكرية تأكيدها أنّه "لن يكون هناك مفر من تحويل قوات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية".

وفي التفاصيل، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع "والاه" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، إنّ "القتال في مخيم اللاجئين في جنين كان من المفترض أن ينتهي أمس، لكن الجيش قرّر مواصلة القتال، طالما أن هناك معلومات استخبارية عن عمليات ونشاط مسلح"، وذلك بناءً على تعليمات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت.

وحذّرت المصادر العسكرية، على وقع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، من أنّه "لن يكون هناك مفر من نقل قوات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية،  في مثل هذه الحالة، من أجل توسيع العمليات".

وقال مصدر أمني لـ "والاه" إنّ "البنى التحتية في الضفة الغربية في مرحلة بناء القوة، ولذلك ممنوع أن ننتظر حتى تتعاظم وحتى يقع هجوم انتحاري في قلب إسرائيلي، بل يجب معالجتها الآن".

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان فجر الأربعاء إلى 34 فلسطينياً، بينهم 19 في محافظة جنين، و8 في طولكرم، و4 في طوباس، و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 685.

وتأتي هذه المخططات الإسرائيلية لتوسيع العدوان على مدن الضفة الغربية في ظل تصاعد القلق من تطور العمل المقاوم في المنطقة، وهو تطور يعكسه أداء المقاومين، حيث تواصل فصائل المقاومة في الضفة الغربية تصديها للعملية العسكرية المستمرة، التي دخلت أسبوعها الثاني، وذلك من خلال العمليات والكمائن النوعية وتفجير العبوات، وبالاشتباكات المسلحة.

وتتوعد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من العمليات في إطار التصدي والرد على عدوانه في الضفة وغزة، حيث هدّدت كتائب القسام، في بيان، بأنّ "كل محافظات الضفة ستخبئ مفاجآت مؤلمة للمحتل".