قائمة الموقع

مسؤول مغربي لـ"فلسطين أون لاين": الإفلات من العقاب شجّع الاحتلال على ارتكاب الجرائم

2024-09-03T09:27:00+03:00

شدّد الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي، على أن "الحرب الإسرائيلية التي تستهدف النساء والأطفال في قطاع غزة، هي إبادة جماعية تستهدف إعادة توزيع التوازن الديموغرافي الذي انتصر فيه الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وبالقدس".

وأكد هناوي في حوار خاص مع "فلسطين أون لاين"، أن الحرب التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة هي جريمة ضد الإنسانية بهدف إعادة التوازن للتعداد السكاني على أرض فلسطين، خاصة أمام تراجعه الديموغرافي.

وأوضح أن معركة "طوفان الأقصى" تركت آثاراً عكسية في دولة الاحتلال من خلال زيادة الهجرة المعاكسة إلى خارجها، وحالة التشرذم الداخلي وانعدام الأفق والأزمات النفسية والاجتماعية المركبة للمجتمع الإسرائيلي، بما ينذر بقرب زواله وتفككه.

وقال: "هذه الحرب الهمجية المُعلنة عن سبق إصرار وترصد ينفذها العدو لطبيعته الإجرامية القائمة على المجازر والمذابح"، مشيراً إلى أن هذه الحرب النازية قائمة بدعم مُعلن عسكرياً بالسلاح واستخباراتياً بالمعلومات وسياسياً بالتغطية الدبلوماسية وإعلامياً بتحريف السردية وتشويه المعطيات.

وجدد التأكيد أن صمود الشعب الفلسطيني تعجز عنه كل قواميس الدنيا عن وصفه، واصفاً إياه بأنه "جدار الصد الكبير في مواجهة أجندة ومخططات التهجير القسري لإخلاء قطاع غزة والضفة الغربية".

وأضاف هناوي "أمام هذا الصمود لم يجد العدو الصهيوني أهدافاً سوى قتل المدنيين والأطفال والنساء في حرب إبادة جماعية ممنهجة بعدما فشلت آلته عن تحقيق أهدافه العسكرية في كسر المقاومة أو تحرير أسراه من أيدي المقاومة".

وبيّن أن عدم محاسبة الاحتلال على جرائمه شجعه على ارتكاب المزيد، حتى بات يعتبر نفسه فوق القانون الدولي.

واعتبر التواطؤ والتآمر العربي الإقليمي ضد المقاومة الفلسطينية، بل والشراكة في حصار الشعب الفلسطيني، جعل الكيان الصهيوني يُمعن في ارتكاب مختلف جرائمه الدموية دون أدنى وجل من تغيّر الموقف العربي الذي أصبح رهينة الإطار الأمريكي المحدد.

واستهجن محاولات بعض الأنظمة العربية تكبيل شعوبها عن تقديم الدعم والاسناد للمقاومة وللصمود الشعبي الفلسطيني.

ووفق هناوي، فإن من تداعيات حرب الإبادة الجماعية أصبح عصر الإفلات من العقاب قاب قوسين من الانغلاق على رقبة قادة الكيان خاصة مع تطورات قرارات محكمة العدل الدولية ومشاريع المحاكمات في المحكمة الجنائية الدولية.

وبيّن أن التحركات الحقوقية في المحافل الدولية جعلت الاحتلال الإسرائيلي يتخذ إجراءات غير مسبوقة على مستوى تدبير هذا الجانب واعتماد ما سُمي "غرفة عمليات حربية" لمواجهة الملاحقات القضائية باعتبارها تهديداً حقيقياً لقادته السياسيين والعسكريين والأمنيين.

شريك في الإبادة

وشدد هناوي على أن "الإدارة الأمريكية شريكة في حرب الإبادة الجماعية بشكل معلن، من خلال إمداد دولة الاحتلال بالسلاح والقذائف، بل وبتعبئة وتحريك البوارج وحاملات الطائرات منذ اليوم الأول للعدوان".

وأوضح أن الإدارة الأمريكية تقدم نفسها كوسيط في ملف المفاوضات بشأن الأسرى طيلة الشهور الماضية، وتتماهى بشكل فاضح مع الجانب الصهيوني، معتبراً أن المقاومة الفلسطينية كشفت هذا الاصطفاف الأمريكي في الشهور الأخيرة خاصة بعد موافقتها على مبادرة بايدن لوقف الحرب على غزة.

وأشار إلى الدور الأمريكي في ممارسة الضغوط في تأطير الموقف الرسمي العربي عبر عواصم نافذة بالمنطقة مما جعل سقف قرارات القمم العربية منذ نوفمبر 2023، هابط عن واجب تقديم الدعم للشعب الفلسطيني حتى في الحد الأدنى بكسر الحصار.

وعن الدور العربي إزاء الحرب الجارية في قطاع غزة، عبّر عن اسفه من الدور العربي الرسمي الذي لم يستطع الخروج من حالة البؤس والتيه بين الارتهان للرؤية والسقف الأمريكي في مقاربة الوضع بالمنطقة والقضية الفلسطينية خاصة.

ولفت هناوي، إلى أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تتخبط في قراراتهما خلال الاجتماعات القليلة التي عقدتها، مشيراً إلى أن هذه القرارات تميزت بالهبوط الحاد في سقف المواقف التي لم تصل حتى مستوى كسر الحصار وتقديم مجرد الإغاثة الإنسانية.

وذكر أن هناك بضع ساحات عربية قليلة اصطفت إلى جانب المقاومة مثل اليمن والعراق ولبنان وإيران، لكن تأثيرها على القرار العربي العام "محدود".

تحركات شعبية

أفاد المسؤول المغربي بأن الساحة المغربية تشهد تصاعداً في الفعاليات الشعبية بشكل ملحوظ منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 الماضي.

وذكر أن هذه الفعاليات ترتكز على ثلاثة مستويات، أولها تأييد معركة طوفان الأقصى ودعم المقاومة الفلسطينية بكل السبل الممكنة.

والمستوى الثاني وفق هناوي، هو إدانة واستنكار حرب الإبادة الجماعية والترافع الشعبي الميداني في مواجهة السردية الصهيونية المتسللة عبر الإعلام الغربي وأدواته الخادمة له في الساحة المغربية.

أما المستوى الثالث، يتمثل بإدانة واستنكار مسلسل التطبيع الرسمي والمطالبة بإنهائه وإغلاق ما يُسمى "مكتب الاتصال الصهيوني"، باعتبار كل المسار التطبيعي قد تم فرضه بشكل فوقي استبدادي، حسب هناوي.

وأكد أن "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة الجماعية شكلت رافعة قوية لتصعيد التعبئة بمقاربة هجومية على السردية التطبيعية، مشيراً إلى أن المسيرات والاعتصامات لا تزال متواصلة، ومن بينها "أسبوع الأقصى" الذي نظمته "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين".

مرحلة معقدة

في الأثناء، رأى الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية، أن الاحتلال الإسرائيلي دخل في مرحلة معقدة ومهددة لوجوده بعد اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، لافتاً إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لإدامة حرب الإبادة الجماعية من أجل تدمير مخرجات السابع من أكتوبر واستحقاقاتها العسكرية والأمنية والنفسية واستعادة قوة الردع لجيشه.

وبيّن أن نتنياهو يسعى لإدامة "اللاحل" للعدوان رغم مرور عدة أشهر على التحركات السياسية الدولية ووساطات التفاوض، معتبراً أن الاحتلال يمارس سياسة "الهروب إلى الأمام ومحاولة إعادة تدوير الحرب لتكون جزءاً من خطة التهجير القسري الجماعي".

ويعتقد هناوي، أن ممارسات نتنياهو تُضاف إلى أجندته الشخصية باعتبار تعقيدات الوضع السياسي لحكومته الهشة التي جاءت بعد أكثر من 4 محطات انتخابية متغيرة منذ عام 2018.

وشدد على أن "نتنياهو يعيش حالة من الضياع السياسي العام وغياب رؤية ما يُسمى اليوم التالي للحرب، بفعل قوّة الضربة الاستراتيجية لمعركة 7 أكتوبر وآثارها على دولة الاحتلال".

وقال: "أمام استمرار الصمود الفلسطيني المقاوم والشعبي، سيواصل الاحتلال حالة تمييع مفاوضات تبادل الأسرى، لربح الوقت وانتظار تطوير رؤية أمريكية بتواطؤ إقليمي".

ولم يستبعد حدوث تطورات جوهرية كبرى على مستوى الإقليم واحتمال اندلاع حرب شاملة، مما سيجعل صفقة التبادل مجرد نقطة صغيرة في بحر التطورات الأكبر.

اخبار ذات صلة