فلسطين أون لاين

"طوفان الأقصى" تدفع الاحتلال نحو "الهاوية"

خريشة لـ"فلسطين أون لاين": حماس صنعتْ وقائع دولية جديدة و"الإدارة الأمريكية" ستضطر لمفاوضاتها

...
طولكرم-غزة/ فلسطين أون لاين

قال القيادي الوطني الفلسطيني د. حسن خريشة إن حركة حماس صنعت وقائع دولية جديدة بعد إطلاقها معركة "طوفان الأقصى" التي أحدثت متغيرات في الشرق الأوسط والساحتين الأوروبية والأمريكية.

 

ورأى خريشة في حوار مع "فلسطين أون لاين"، اليوم الأحد، أن هذه الوقائع "ستجر" "الإدارة الأمريكية" على مفاوضات "غير مباشرة" مع حركة حماس على غرار مفاوضاتها السابقة مع حركة طالبان – أفغانستان.

 

وأكد أن الهجوم البطولي الذي نفذته فصائل المقاومة وأبناء شعبنا في السابع من أكتوبر، أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية والأوروبية والأمريكية.

 

ووصف بداية انطلاقة عملية "طوفان الأقصى" وهجوم المقاومة ضد الأهداف العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية بمثابة "عملية تحرير لأراضي واسعة من أراضينا المحتلة .. ولو لساعات محدودة".

 

وأشار إلى أن جميع المتغيرات التي تجري دوليا من وراء "ذاك الزلزال".

 

ونفذت مئات المقاومون من كتائب القسام وفصائل المقاومة عملية هجومية – غير مسبوقة - ضد مواقع عسكرية و(كيبوتسات) إسرائيلية بالتزامن مع إطلاق آلاف القذائف الصاروخية من غزة تجاه البلدات والمدن المحتلة عام 1948م.

 

ولفت إلى أن "طوفان الأقصى" وانتصارات المقاومة انعكست على التنافس في الانتخابات الأمريكية والانتخابات الأوروبية عامة، وبالتالي "أصبحت غزة محرك لمتغيرات كثيرة".

 

واعترفت إسبانيا وأيرلندا إلى جانب النرويج (خارج الاتحاد الأوروبي) بدولة فلسطين في 28 مايو/أيار ولحق بهم سلوفينيا في 4 يونيو/حزيران الماضي، الأمر الذي يعكس انقسامات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن القضية الفلسطينية. وفق مراقبون.

 

وشدد على أن الكيان الإسرائيلي يعيش أزمات داخلية وخارجية (عسكرية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، دولية)، وجميعها نشبت منذ اليوم الأول لـ "طوفان الأقصى".

 

وخلص إلى أن عمليات المقاومة وقتالها المستمر ضد الاحتلال يثبت أن "هذا الجيش عالق في رمال غزة" وأن هذا "الكيان المزعوم" يتجه نحو "الهاوية" إزاء سلسلة الإخفاقات المتواصلة التي أحدثتها المقاومة وصمودها "الأسطوري".

 

وأكد خريشة أنه رغم "حرب الإبادة" الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة للشهر الحادي عشر على التوالي، لا تزال المقاومة "سيدة الموقف تقاتل وتوجع وتفرض شروطها".

 

لا مفاوضات حقيقية

 

وحول مفاوضات وقف إطلاق النار المتباعدة، قلل القيادي الوطني من جدواها، وأكد أنه "لا مفاوضات حقيقية حتى اللحظة لإنهاء حرب غزة".

 

وقال: "الأمريكي والإسرائيلي يفاوضون أنفسهم في سبيل تحقيق مصالح دولة الاحتلال، ورئيس وزراءها بنيامين نتنياهو".

 

وأوضح أن "نتنياهو" يسعى لمفاوضات متواصلة لتحقيق أهداف الحرب المعلنة و"الشخصية" في استمرار هروبه من محاكمات فشل التصدي لهجوم 7 أكتوبر ومحاكمات اتهامه بملفات الفساد.

 

وتكرارًا، حدد نتنياهو 3 أهداف للحرب على غزة: القضاء على حماس، إطلاق سراح "الإسرائيليين"، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لأمن (إسرائيل)، بينما لم يتحقق أي منها رغم مرور أكثر من 10 أشهر.

 

وأضاف: "من صنع وأوجد هذا الكيان، يقوم حاليًا بشراكته في هذه الحرب .. وبالتالي شركاء الحرب ليسوا شركاء في السلم".

 

ودلّل على ذلك بزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، إلى الشرق الأوسط وإلقاء تصريحاته الانحيازية للاحتلال واتهام الطرف الفلسطيني بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وجدد تأكيده على أن "المعطل الأساسي" لوقف إطلاق النار هي "الشراكة الأمريكية – الإسرائيلية في هذه الحرب".

 

وعلقت صحف عالمية من بينها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على الزيارة المذكورة، وقالت إن "وقف إطلاق النار بات بعيد المنال مع مغادرة (بلينكن) المنطقة تارك إياها مع بقاء فجوات كبيرة".

 

أمن قومي مصري

 

وفيما يتعلق بالتواجد العسكري الإسرائيلي في "محور فيلادلفيا"، وصف العملية العسكرية في رفح الفلسطينية وتواجد الآليات والمدرعات هناك، بمثابة "تحدى وتنصل إسرائيلي من اتفاقية كامب ديفيد".

 

ونوّه إلى أنه من الأصل أن "تفاوض مصر حول هذا الأمر؛ لأن ذلك جزء من الأمن القومي المصري".

 

وقال: "مصر دولة كبيرة ومركزية في الشرق الأوسط .. والأجدر أن يكون لها دور كبير في هذه المفاوضات".

 

و"محور فيلادلفيا" هو شريط حدودي أنشأه جيش الاحتلال خلال احتلاله غزة بين العامين 1967 و2005، يبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول الحدود المصرية مع غزة.

 

ويعدّ منطقة عازلة بموجب اتفاقية "كامب ديفيد" الموّقعة بين القاهرة و"تل أبيب" عام 1979.

 

وحول الاقتراحات الأمريكية والإسرائيلية لتواجد قوات دولية أو عربية في "فيلادلفيا"، وصف ذلك بـ"قوة احتلال".

 

وشدد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي على أن المطلوب من الدول العربية هو الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، وإحباط المقترحات الأمريكية والإسرائيلية.

 

زيارة عباس

 

وتعليقا على إعلان رئيس السلطة محمود عباس عزمه زيارة غزة، رد خريشة بالقول: "هذا الأمر لا يمكن تحقيقه بهذه الطريقة".

 

وقال: "دخول غزة الآن لا يتم إلا عبر الدبابة "الإسرائيلية" أو تحت المظلة الإسرائيلية".

 

ورأى أنه "لا يوجد في السلطة ولا غيرها من يقبل دخول غزة عبر دبابة إسرائيلية.. هذا انحدار كبير ونأمل ألا يقع في هذا الأمر أحد".

 

ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، أعلن "عباس" خلال كلمة له أمام البرلمان التركي أنه سيتوجه إلى غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تأمين وصوله إلى هناك.

 

واستدل بحادثة منع (إسرائيل) دخول رئيس الأمم المتحدة إلى غزة، وممثلون عن مؤسسات المنظمة الأممية.

 

وأكتوبر/ تشرين أول الماضي، وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مدينة رفح المصرية، ودعا خلال مؤتمر صحفي عقده هناك إلى "إيقاف الكابوس في غزة".

 

وأوضح أن "الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها (سقطت) في هذا الامتحان الكبير .. لم تستطع وقف إطلاق النار أو حتى إدخال المساعدات الإنسانية لغزة".

 

وتابع: "من تأخر طوال هذه السنوات وأصبح جزء من النظام العربي الصامت على إبادة غزة .. أعتقد أنه لا يكون مرحب به .. من يقاتل في غزة هو من يمثل فلسطين".

 

وفي الوقت ذاته، أشاد خريشة بدور العشائر الفلسطينية طوال الحرب، وإفشالها لمخطط "نتنياهو" بحكم غزة عبر "روابط القرى".

 

رجال المبادئ

 

وأشاد القيادي الوطني بطريقة وأسلوب قيادة المقاومة وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيي السنوار في مفاوضاته "غير المباشرة" مع الاحتلال.

 

وقال: "السنوار قائد سياسي وعسكري يتواجد في غزة، وذو خلفية وعمل أمني وعسكري سابق .. هذه رسالة اطمئنان لشعبنا بأن هناك قيادة أمينة على حقوقها".

 

وأكد أن وجود "السنوار" في غزة من شأنه إحباط أية ضغوطات عربية على "قيادة المقاومة"، لافتا إلى أن الأخير "مفاوض ثابت لم يتغير على مواقفه منذ اليوم الأول للمفاوضات".

 

واستطرد: "هذا نموذج يجب أن يتعلم منه مفاوضون كثر .. لو كان هذا النموذج يقود مفاوضاتنا منذ عقود لما وصلنا لمستويات كثيرة".

 

وختم خريشة حديثه بـ"الترحم" على رئيس المكتب السياسي لحماس الشهيد إسماعيل هنية الذي قال عنه: "لقد رحل ثابتا ومتمسكا على المبادئ والحقوق الوطنية دون تفريط أو تنازل".

 

واغتالت (إسرائيل) يوم 31 تموز/يوليو 2024 "هنية" ‌رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق في العاصمة الإيرانية طهران بعدما كان في زيارةٍ لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.