قائمة الموقع

استهداف قوافل المساعدات الدولية.. "جرائم" لثنيها عن ممارسة دورها الإغاثي

2024-08-31T17:16:00+03:00
استهداف قوافل المساعدات الدولية.. "جرائم" لثنيها عن ممارسة دورها الإغاثي

لم يتوقف الاحتلال عن استهداف قوافل المساعدات الدولية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وجعلها هدفًا لنيران أسلحته الرشاشة وصواريخ طائراته، بهدف عرقلة عملها وثنيها عن القيام بدورها الإغاثي الإنساني في انتهاك فاضح لقوانين حقوق الإنسان على مرأى ومسمع من العالم.

وبالأمس استهدف الاحتلال أربعة عاملين كانوا يرافقون إحدى قوافل منظمة "أنيرا" الأمريكية الخيرية وكان قد استهدف 3 سيارات تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي أسفر عن مقتل 7 موظفين يحملون جنسيات أجنبية متعددة مطلع إبريل/ نيسان الماضي.

ورغم اعتراف جيش الاحتلال بالتسبب بالحادثتين مع اختلاف طريقة التبرير، لم تزد ردود الفعل الدولية عن حدود الإدانة دون أي خطوات قانونية لمحاسبته على جرائمه.

وبخلاف الحادثتين  أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 7 نوفمبر/ تشرين ثاني 2023 عن تعرض قافلة مساعدات إنسانية تابعة لها لإطلاق نار، مشيرة إلى أن القافلة المستهدفة كانت مؤلفة من 5 شاحنات ومركبتين تابعتين للجنة تحمل إمدادات طبية متجهة إلى مرافق صحية من ضمنها مستشفى القدس، مؤكدة إصابة أحد السائقين بجروح طفيفة وشاحنتين بأضرار.

وتكررت حوادث إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال على قوافل المساعدات الإنسانية والمنظمات الدولية خلال الحرب الجارية على القطاع.

استهداف متعمد

ويكشف رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" د. صلاح عبد العاطي تسجيل 24 حادثة اعتداء على قوافل المساعدات الإنسانية، إضافة لاستشهاد 212 عاملا من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إضافة لاستهداف 7 عاملين بالمطبخ العالمي و4 عاملين بمؤسسة "أنيرا".

وقال عبد العاطي لموقع "فلسطين أون لاين" إن: استهداف العاملين في مؤسسة الإغاثة الأميركية "أنيرا" يؤكد أن دولة الاحتلال تتعمد استهداف العاملين في القوافل الإنسانية والمنظمات الدولية بهدف الاستمرار بفرض واقع الإبادة الجماعية ودفع الأمور باتجاه الفوضى، بهدف ثنيها عن القيام بواجباتها.

وعن ردة الفعل الدولية على تلك الحوادث، رأى عبد العاطي بأنها غير كافية وربما لو حدثت هذه الجرائم بمناطق أخرى لـ "قامت الدنيا ولم تقعد"، الأمر الذي يتطلب تدخلا دوليا لتمكين العاملين بالمؤسسات الدولية للقيام بواجبهم وضمان تدفق المساعدات ومنع انتشار الأوبئة.

وإضافة لذلك يهدف الاحتلال، وفق عبد العاطي، لإخافة الوفود الدولية من القدوم لغزة وعرقلة عملها بما يضمن تحقيق سياساته في التعطيش والتجويع وانتشار الأمراض كجزء من إهلاك السكان المدنيين ضمن فصول جريمة الإبادة الجماعية.

حلقات التجويع

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الاستهداف المتكرر لموظفي الإغاثة الدولية يشكل حلقة من حلقات حرب التجويع لسكان قطاع غزة، يفعل الاحتلال ذلك بدون أن يكلف نفسه حتى لتبرير ما يفعل، وأنه في غياب العقوبات يسهل على المجرم أن يفعل ما يناسبه بدون حساب للثمن.

وتساءل عوكل في حديثه لموقع "فلسطين أون لاين" إذا كان الاحتلال تجاوز كل القيم والقوانين الإنسانية ومواقف محكمة العدل ومحكمة الجنائية الدولية وكل مؤسسات الأمم المتحدة وتجاوز كل الانتقادات من حلفائه فهل سيتردد أو يتوقف عن استهداف أي مؤسسة حتى لو كانت أمريكية؟.

ولم يتوقف أمر الملاحقة عند حدود الاستهداف والقصف وإعاقة العمل، فأشار عوكل إلى أن أنيرا والعديد من المؤسسات الدولية تعرضت حساباتها البنكية للإغلاق بدواعي العمل في مناطق نزاع يشتبه بتعاملها مع المقاومة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

وكانت المقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، قد قالت تعقيبا على استهداف العاملين بالمطبخ الدولي إن "إسرائيل" قتلت عمدًا موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة.

 وأوضحت ألبانيز -عبر منصة إكس- أنه بحكم معرفتها بكيفية عمل "إسرائيل"، فإنها تقيّم الوضع بأن القوات الإسرائيلية قتلت عمدا الموظفين حتى ينسحب المانحون وتستمر مجاعة المدنيين بصمت في غزة. وأشارت إلى أن "إسرائيل" تعي أن غالبية الدول الغربية والعربية لن تبذل أدنى جهد من أجل الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة