قائمة الموقع

عجز في وحدات الدَّم مع انتشار سوء التَّغذية.. أزمة جديدة تهدِّد حياة الجرحى في غزَّة

2024-08-28T18:00:00+03:00
عجز في وحدات الدَّم مع انتشار سوء التَّغذية.. أزمة جديدة تهدِّد حياة الجرحى في غزَّة
وكالات

يعاني آلاف من سكان قطاع غزة في مخيمات النزوح من فقر الدم نتيجة سوء التغذية إثر الحصار والمجاعة، إذ أعيت الحرب الإسرائيلية في خلال ما يقرب من السنة، أجساد الغزيين الأصحاء، ناهيك عن من كانوا مرضى بالأساس فتضاعفت آلامهم مرضاً وجوعاً.

دفع ذلك الوضع القاسي المواطنين الذين يعانون بدرجة أقل، للتبرع بالدم من أجل إنقاذ المصابين والمرضى. ومن أجل سد عجز وحدات الدم.

وفي السياق، يقول حامد الحفنى، اختصاصي التحاليل الطبية بمستشفى الشفاء وحالياً بالمعمداني بعد تدمير الاحتلال للأولى، أن الشح ليس فقط في وحدات الدم والمتبرعين، لكنه أيضاً في مواد التبرع من أكياس الدم وغيرها من المستلزمات الطبية. ونتيجة لنقص أعداد المتبرعين.

وأوضح الحفني أنهم يضطرون إلى قبول تبرع المواطنين دون إجراء الفحوصات اللازمة والاكتفاء بطرح بعض الأسئلة الخاصة بوضعهم الصحي.

وتابع: "وإن كان وزنه مناسباً للتبرع ولا يعاني من أمراض مزمنة أو يتناول أدوية نقبل تبرعه"، مستطرداً أن المعايير كانت مختلفة قبل الحرب، إذ كانوا يعتمدون على فحوصات معينة قبل التبرع، واختفت تلك المعايير بسبب اجتياح الاحتلال مستشفى الشفاء وتدمير المواد والأجهزة التي كانوا يعتمدون عليها في تلك الفحوصات.

وأشار الحفني إلى أن الوضع الحالي يتسبب لهم بإشكالية كبيرة، إذ إن سياسة بنك الدم تقوم على أساس أن لكل مريض رصيداً، "وحالياً نضطر إلى أن نأخذ من أرصدة بعض المرضى لأجل آخرين ونعيده إليه حين يتوفر تبرُع، وأحياناً لا نستطيع أن نأخذ من رصيدهم بسبب حالتهم المتدهورة، ما يتسبب بمشكلة أيضاً في توريد الوحدات الدموية للمرضى الموجودين داخل المستشفى"

وأضاف أن المشفى يعاني عجزاً شديداً في وحدات الدم، "بخاصة مع العدد الهائل من الإصابات ونوعيتها، بالإضافة إلى احتياج أصحاب أمراض الدم المزمنة، مثل الثلاسيميا وغيرها، وكذلك مرضى المراجعات اليومية التي تحتاج إلى نقل الدم". وختم الحفني قائلاً إن كل المستلزمات الطبية في المستشفى بها نقص حاد، ويوجد خلل في جميع المصادر الحيوية التي يقوم عليها المشفى.

وعن الأمراض الأكثر تأثراً من نقص وحدات الدم، يعاني أيضاً أصحاب أمراض الدم والأمراض الوراثية والمزمنة، مثل مرضى الكلى والثلاسيميا الذين يحتاجون إلى نقل دم بشكل دوري، إذ يعيشون معاناة مضاعفة، تفاقم آلامهم وتهدد حياتهم وسط ظروف إنسانية قاسية.

والثلاسيميا هو اضطراب دم وراثي يؤدي إلى انخفاض نسبة الهيموغلوبين في الجسم عن المعدل الطبيعي.، وتمثل عمليات نقل الدم والطعام المغذي أمراً حيوياً لبقائهم على قيد الحياة، وكلما كانت نوعية طعامهم أفضل، طالت الفترة بين عمليات نقل الدم، ونتيجة للحرب التي أدت إلى نقص الرعاية الطبية وندرة الغذاء في قطاع غزة، يعد الوضع الحالي حكماً محتملاً بالموت بالنسبة إليهم.

وفي إحصائية قبل 4 أشهر، كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن أن 305 مرضى يعانون من الثلاسيميا، منهم 80 طفلاً حول القطاع، توفي منهم 18 مريضاً منذ بداية العدوان الحالي، فيما يصارع نحو 10 مرضى الموت بعد تدهور حالتهم الصحية.

 

اخبار ذات صلة