دعت منظمات إغاثة دولية وعاملون بمجال الصحة إلى وقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة، لتتمكن من تقديم لقاحات شلل الأطفال.
وشددت المنظمات على ضرورة تسليم لقاحات شلل الأطفال إلى غزة في أقرب وقت ممكن، بحسب بيان مشترك، الأربعاء، صدر عن 20 منظمة إغاثة دولية وعاملين في مجال الصحة، بما في ذلك "منظمة إنقاذ الطفولة" و"منظمة أكشن إيد" و"أوكسفام".
وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 50 ألف طفل ولدوا خلال الهجمات الإسرائيلية على غزة، وأن "فرصتهم في التلقيح منخفضة" بسبب انهيار النظام الصحي.
ولفتت إلى أن انقطاع اللقاحات المنتظمة للأطفال الأكبر سنا، من بين نحو مليون طفل في غزة، بسبب العنف والتهجير.
وأوضحت أن "عودة ظهور فيروس شلل الأطفال في غزة هو نتيجة مباشرة لتدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والقيود التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية".
وأكدت أن الاكتظاظ والتهجير وانهيار النظام الصحي في المنطقة أنشأ بيئة مناسبة لانتشار الفيروس في غزة.
وذكرت المنظمات أن "لقاحات شلل الأطفال موجودة في المنطقة وجاهزة للتوزيع في أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، لكن هذا يتطلب الوصول الكامل لإمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر جميع البوابات الحدودية وداخلها".
والجمعة، أعلنت وزارة الصحة، عن تسجيلها أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في المحافظات الجنوبية، وذلك في مدينة دير البلح بقطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة، إن الحالة "في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور، لم يتلق أي جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال".
وأضافت أنها بصدد "وضع خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في القطاع".
وأكدت الصحة أنّ طواقمها في المحافظات الجنوبية والشمالية، وبالتعاون مع كافة المؤسسات الدولية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عملت خلال الأسابيع الماضية على وضع خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنّها ستنفذ حملة تطعيم خلال الأيام القليلة القادمة تستهدف الأطفال تحت سن 10 سنوات، حيث تم توفير مليون ومئتي ألف جرعة من طعم شلل الأطفال النوع الثاني بالتنسيق مع منظمة اليونيسف، وجارى توفير أربعمائة ألف جرعة أخرى.
وشددت على أنّ استمرار العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة نجم عنه كارثة صحية، بشهادة المنظمات الدولية.
وأشارت إلى أنّ نقص احتياجات النظافة الأساسية، وعدم توفر خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توفر مياه الشرب الآمنة، قد خلقت بيئة مواتية لتفشي وانتقال العديد من الأوبئة ومنها الأمراض المنقولة بالمياه مثل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح.
وجددت وزارة الصحة مناشدتها للمجتمع الدولي والمنظمات الصحية الدولية لسرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي فورًا على قطاع غزة، والعمل على تهيئة الظروف الميدانية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير خدمات الرعاية الصحية بشكل فوري لأبناء شعبنا في قطاع غزة.
وأكدت أن "انتشار هذا الوباء لن يقف عند حدود قطاع غزة وعلى المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة اتخاذ ما يلزم لمنع انتشاره داخل وخارج قطاع غزة".
وكانت منظمات أممية وإنسانية قد دعت اليوم الجمعة، في بيانات منفصلة السماح بهدنة إنسانية لمدة أسبوع، لمرتين، من أجل تنفيذ حملتين لتطعيم أطفال غزة ضد الفيروس.
وجاء في بيان لمنظمة الصحة العالمية على منصة "إكس"، أنه "من المتوقع أن يتم إطلاق جولتين من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، في نهاية أغسطس وفي سبتمبر، في جميع أنحاء غزة، لمنع انتشار هذه السلالة من الفيروس".
وأضافت المنظمة الأممية إنها تطلب من جميع الأطراف "تنفيذ فترات توقف إنسانية لمدة سبعة أيام خلال كل جولة من الحملة".