يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أربعة أيام قصفه على المناطق الغربية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وبالقرب من مجمع ناصر الطبي، وهو آخر منشأة طبية حكومية تعمل بجنوب القطاع.
وارتكب جيش الاحتلال عدة مجازر بتلك المناطق، كان آخرها مساء اليوم الاثنين، استهداف نقطة توزيع انترنت بجانب ابراج النمساوي غرب خانيونس، وهو ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين، وإصابة آخرين.
وأبدى عدد من النازحين وسكان غرب خان يونس عن تخوفهم من وجود نية لدى جيش الاحتلال بمهاجمة تلك المنطقة، ومجمع ناصر الطبي مرة أخرى وإخراجه عن الخدمة، خاصة مع تكثيفه للقصف والغارات.
ويعد مجمع ناصر آخر المنشآت الطبية الحكومية التي تعمل بجنوب قطاع غزة، ويضم مستشفيات متخصصة هي الباطنة والجراحة والنساء والأطفال.
ويعد المجمع الوحيد حاليا في جنوب القطاع الذي يقدم خدمات غسيل الكلى والحضانة، بعد انهيار هذه الخدمات في مدينة رفح بإخلاء مستشفيي أبو يوسف النجار وبه القسم الوحيد لغسيل الكلى، والهلال الإماراتي المتخصص بالنساء والولادة.
وكانت قوات الاحتلال دمرت أثناء اجتياحها للمجمع في ديسمبر الماضي جميع المولدات الكهربائية الخمس، واضطرت إدارته إلى استعارة مولد من مستشفى غزة الأوروبي، قبل خروجه عن الخدمة، ونقل مرضاه ومعداته وأجهزته لمجمع ناصر، الأمر الذي زاد من ثقل المسؤولية.
وقال النازح، محمود معروف: "لم يتوقف القصف والغارات لجيش الاحتلال على المناطق القريبة من مجمع ناصر والمواصي منذ أيام، وكذلك ارتكاب المجازر بتلك المنطقة من خلال قصف منازل مواطنين وخيام".
وأضاف معروف في حديثه لـ"فلسطين": "الاحتلال لم يكتفي بقصف المناطق المحيطة بمجمع ناصر الطبي، بل حرض أيضا على تلك المنطقة المحيطة بها من خلال نشره لخريطة من خلال منصاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يدعي فيها أنه تم إطلاق نار من جانبها".
كذلك، أكد محمد أبو موسى وهو أحد السكان المجاورين لمجمع ناصر الطبي، أن جيش الاحتلال كثف بالفترات الأخيرة من قصفه على الأماكن القريبة من المجمع.
وقال أبو موسى في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "هذه الأيام تشبه الفترة التي سبق فيها دخول جيش الاحتلال لدخول غرب خان يونس في ديسمبر الماضي، حيث القصف العنيف، وأصوات طائرات الاستطلاع الذي لا يتوقف".
وأوضح أن هناك وجود أيضا لطائرات "الكواد كابتر" بالمناطق الغريبة والقريبة من مجمع ناصر خاصة في ساعات الليل، وإطلاق نار على بشكل عشوائي.
ويواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما تسبب باستشهاد أكثر من 132 ألف شهيد وجريح ، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.