فلسطين أون لاين

الأمراض الجلديه تزيد آلام أطفال غزة وسط غياب الأدوية

...
غزة/ محمد الأيوبي 

علا صراخ الطفل أحمد الكحلوت (4 أعوام) الذي وصل برفقة والدته إيمان إلى إحدى النقاط الطبية في منطقة المواصي غربي خانيونس جنوبي قطاع غزة لعلاجه من طفح جلدي غطى مساحة كبيرة من جسده وتسبب له بآلام شديدة.

تقول الكحلوت النازحة من شمال قطاع غزة لمراسل "فلسطين أون لاين"، إن نجلها لا يستطيع النوم طوال الليل بسبب الألم الذي يسببه له الطفح الجلدي، كما أنه لا يتوقّف عن حكّ جسده.

وتشير إلى أن بقع بيضاء وحمراء انتشرت على صدر نجلها وبطنه وظهره إضافة إلى حبوب كبيرة على ساقيه منذ أكثر من أسبوعين، لكن تفاقم إصابته اضطرها للذهاب به للعيادة الطبية.

وتضيف الكحلوت أن "حياتنا في الخيام أصبحت لا تطاق.. الأمراض تنهش أجسادنا ولا يتوفر الدواء".

ويتدفق العشرات من الأطفال برفقة ذويهم يومياً إلى العيادة الطبية، حيث تظهر على أجسادهم بقع حمراء وبيضاء، أو طفح جلدي، بالإضافة إلى البثور والخدوش.

وأصيب أكثر من 150 ألف شخص في قطاع غزة بأمراض جلدية بسبب الظروف غير الصحية التي يعيشها النازحون في مراكز الإيواء والخيام منذ بداية الحرب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ولا يختلف حال المواطنة أم محمد مشتهى عن وضع النازحة "الكحلوت"، حيث تشتكي من إصابة أطفالها الثلاثة بأمراض جلدية تسبب لهم الكثير من الآلام.

وتقول مشتهى النازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة لمراسل "فلسطين أون لاين"، إن أطفالها يشتكون من الأعراض التي تسببها الأمراض الجلدية لا سيما الحكة المستمرة والتي تسببت بحدوث تقرحات وجروح، انعكست سلبًا على حياتهم.

وأضافت مشتهى أن أطفالها يعانون من انتشار حبوب كبيرة على أجسادهم، ولا حلول لعلاجهم.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، قالت في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أن "أطفال غزة يواجهون ظروفًا صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التي لا تنتهي".

وتقول الستينية أم محمود جمعة التي تسكن في خيمة في مواصي خانيونس، إن "الأمراض الجلدية انتشرت بين أحفادها، وأنها " لا تعرف ماذا تفعل لعلاجهم".

وتشير جمعة لمراسل "فلسطين أون لاين"، إلى أنها لجأت إلى الذهاب بأحفادها إلى البحر في محاولة لعلاجهم، لكن دون جدوى، مشيرة إلى أن إصابة أحفادها بالأمراض الجلدية بات يؤرقها.

وأضافت أن أسرتها تعاني من نقص مواد التنظيف، بسبب ارتفاع أسعارها، موضحة أن سعر عبوة الشامبو تصل إلى نحو 80 شيكل والصابونة 15 شيكل ما يشكل عبئًا ماليًا على أسرتها.

والأطفال ليس وحدهم من يعاني من انتشار الأمراض الجلدية، الشاب علي الدهشان (33 عاماً) ظهرت بثور كبير على قدميه وساقه منذ نحو شهر، وتسببت له بآلام.

ويقول الدهشان، إن تلك البثور امتلأت بالقيح والدماء ما جعله غير قادر على ارتداء حذائه وعطل حياته اليومية.

وحاول الدهشان علاج تلك البثور عبر شراء الكثير من الأدوية، والاغتسال بمياه البحر لكن دون جدوى.

وأشار إلى أنه يعيش في خيمة  بعد نزوحه من منزله في مدينة غزة، ولا تتوفر مياه نظيفة، في حين تنتشر أكوام القمامة والذباب والبعوض حول خيمته، وسط ازدحام كبير.

أعداد كبيرة 

من جانبه، يقول مدير نقطة طبية في المواصي الطبيب محمود صالح إن العشرات من المصابين بالأمراض الجلدية يتوافدون يومياً إلى النقطة الطبية، وهو ما يشكل نحو 80٪ من المرضى لديه.

وأوضح صالح لمراسل "فلسطين أون لاين"،  أن المرضى الذين يتوافدون تتراوح إصاباتهم ما بين التهابات جلدية حادة وجرب وحساسية جلد، مبيناً أن هناك انتشار غير مسبوق للأمراض الجلدية بين الأطفال.

وأرجع سبب تزايد أعداد المصابين بالأمراض الجلدية إلى تلوث الهواء والماء والتربة لاسيما بمياه الصرف الصحي، والازدحام السكاني في مخيمات النزوح، وقلة مواد التنظيف.

وأشار إلى أن الكثير من الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض الجلدية لسيما المضادات الحيوية غير متوفرة.

ودعا الطبيب صالح المواطنين إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة لتجنب الإصابة بأمراض جلدية.

وتؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن الأسر في غزة لديها قدرة محدودة للغاية على الوصول إلى المياه النظيفة ومنتجات النظافة ولوازم التنظيف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في الأمراض والالتهابات الجلدية.

كما تشير "أونروا" في بيان لها إلى أن "العائلات في غزة تعيش في ظروف غير إنسانية، مع الحد الأدنى من الوصول إلى المياه والصرف الصحي؛ ما يؤدي إلى زيادة في الالتهابات والأمراض الجلدية".

وشددت في هذا الصدد على أن "غزة تحتاج إلى مزيد من الوصول الإنساني، من أجل جلب الوقود بصفة منتظمة للمياه النظيفة ولوازم النظافة، بما في ذلك الصابون".