قائمة الموقع

شظاياها كالمنشار الكهربائيّ.. تعرَّف على القنبلة الأمريكيَّة الَّتي مزَّقت أجساد المدنيِّين في غزَّة

2024-08-15T16:12:00+03:00
شظاياها كالمنشار الكهربائيّ.. تعرَّف على القنبلة الأمريكيَّة الَّتي مزَّقت أجساد المدنيِّين في غزَّة

تناثرت أجسادهم إلى أشلاء مقطعة وتم تجميعها في أكياس بلاستيكية، هذا ما حدث في شهداء مجزرة مدرسة التابعين بمدينة غزة، نتيجة قنبلة ألقتها طائرة حربية إسرائيلية على مدنيين كانوا يؤدون صلاة الفجر يوم السبت الماضي.

وتكشّفت الكثير من التفاصيل بعد أيام على الهجوم الإسرائيلي المروع الذي أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من مائة فلسطيني وفجر موجة من ردود الفعل الغاضبة حول العالم.

ووفق مختصون ومسؤول في جهاز الدفاع المدني فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم، قنبلة "جي بي يو-39" (GBU-39)، أمريكية الصنع في الهجوم على المدرسة تحولت إلى مركو إيواء، وهو الثالث من نوعه ضد مدنيين في قطاع غزة يرزحون تحت أتون حرب الإبادة الجماعية للشهر الحادي عشر.

واستخدم الطيران الحربي الإسرائيلي تلك القنابل وفق شرطة هندسة المتفجرات في غزة منطقة مواصي خان يونس في تموز/يوليو، ومنطقة الخيام بمنطقة البركسات برفح في حزيران يونيو الماضي أيضًا.

ووفقًا لمصدر مسؤول بهندسة المتفجرات بالشرطة الفلسطينية في غزة تحدث لـ"فلسطين أون لاين"، فإن شظايا القنبلة المستخدمة في مجزرة مدرسة التابعين، وطبيعة الإصابات تظهر استخدام الاحتلال قنبلة "جي بي يو-39" التي تصنعها شركة بوينغ، كما أنها ذخيرة عالية الدقة "مصممة لمهاجمة أهداف مهمة إستراتيجيًا، مع التسبب في أضرار جانبية منخفضة.

كذلك، كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بعد ساعات من الهجوم أن الطيران الحربي الإسرائيلي استخدم قنبلة أمريكية الصنع في قصف المدرسة المدنية ما فجر موجة من ردود الفعل الغاضبة حول العالم.

والهجوم الإسرائيلي تسببت باستشهاد 100 من المدنيين النازحين 32% منهم الأطفال والنساء والمُسنين، وفقًا لإحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.

ومن داخل المدرسة المستهدفة، يؤكد محمد المصري، أن جثامين الشهداء تمزقت نتيجة القنبلة التي سقطت على مصلى المدرسة بشكل كامل.

ويقول المصري لـ"فلسطين أون لاين": "التمزيق الذي حدث بجثامين الشهداء يشبه قيام أحد بتقطعيهم بمنشار كهربائي، وذلك من كثرة الشظايا وحدتها التي وصلت إلى أجسادهم".

ويوضح أن أشلاء الشهداء تناثرت بمكان المصلى وسقفها ووصل بعضها إلى ساحة المدرسة من شدة الانفجار.

وفي السياق، يؤكد الرائد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن جميع من كان في مصلى مدرسة التابعين أما استشهد أو بترت أطرافه نتيجة شظايا القنبلة التي تم إلقائها من قبل الاحتلال.

يقول بصل لـ"فلسطين أن لاين": "وصلت طواقمنا إلى المكان المستهدف وانتشلت جثامين الشهداء، ولديها صور من القنبلة التي تم إلقائها على المدنيين".

يورانيوم وشظايا

ويؤكد الخبير العسكري مأمون أبو نوار أن القنبلة التي استخدمها جيش الاحتلال ضد المدنيين في مدرسة التابعين بغزة، هي بالفعل جي بي يو-39" ومطلية باليورانيوم، وهو ما يحتاج إلى أخذ عينات من تلك الشظايا ووضعها بين يدي محققين دوليين، لمعرفة تفاصيل أكثر حول ما تم استخدامه داخل تلك القنبلة من مواد متفجرة.

ويوضح أبو نوار لـ"فلسطين أون لاين": "اليورانيوم المطلي على جدار القنبلة يؤثر على البشر والتربة وكل شيء محيط بها".

واليورانيوم، هو مادة مشعة لكن نشاطه الإشعاعي أقل من مستويات الإشعاع الموجودة في خام اليورانيوم الطبيعي.

وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن اليورانيوم يستخدم في الأسلحة لأنه عالي الكثافة ويشتعل ذاتيا عند درجات حرارة وضغط عالية، ولأنه يصبح أكثر حدة عندما يخترق الصفائح المدرعة.

ويوضح متحف الإشعاع والنشاط الإشعاعي التابع لاتحاد جامعات أوك ريدج في تنيسي بالولايات المتحدة أن ذخائر اليورانيوم عندما تضرب هدفا ما تؤدي لارتفاع كبير لحرارة سطحه.

ويوجد دراسات عديدة حول المخاطر المرتبطة بالتعرض لأسلحة اليورانيوم المنضب، كما ثار جدل كثير حول استخدامها خاصة في ساحات القتال.

وكانت الولايات المتحدة استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضب في حرب الخليج في عام 1990 و1991، كما استخدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قصفه ليوغوسلافيا في عام 1999.

وتناول أو استنشاق كميات من اليورانيوم، حتى وإن كان منضبا، أمر خطير، إذ يمكن أن يُضعف وظائف الكلى ويزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض السرطانية.

وتقول جهات معارضة لاستخدام هذه الأسلحة الخطيرة، ومنها التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، إن الغبار الناتج عن استخدامها خطير عند استنشاقه، وإن الذخائر التي لا تصيب أهدافها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة التي تسقط فيها.

اخبار ذات صلة