فلسطين أون لاين

على أي طريق ستمشي قيادة منظمة التّحرير؟

طرح المتطرف الصهيوني سموتريتش خطته لحسم الصراع مع الفلسطينيين، قبل عدة سنوات، وترتكز الخطة على ثلاثة محاور رئيسية، يجري العمل على تطبيقها فوق أرض غزة والضفة الغربية، وهذه الخطة لا تمثل موقف المتطرف سموتريتش وحده، بمقدار ما تمثل إجماع الصهاينة بكافة مشاربهم الحزبية، وانتماءاتهم السياسية، ولكن الفرق بين المتطرف الصهيوني والأقل منه تطرفاً يقوم على التريث، وعدم الاستعجال، وإنضاج فكرة تصفية القضية الفلسطينية على ثلاث ركائز، وهي كالتالي:

الركيزة الأولى: على الفلسطينيين أن يختاروا بين الموت أو السجن، إذا فكروا في مقاومة الاحتلال، أو حلموا بإقامة دولة فلسطينية تشكل خطراً وجودياً على أرض" إسرائيل"، ولا مكان للفلسطيني النقي الشريف الوطني إلا القبر أو السجن. 

الركيزة الثانية: على الفلسطيني قبول العيش تحت أحذية المحتلين، فهذه أرض "إسرائيل"، منحها رب اليهود لهم، ولا يقبل الصهاينة أي شراكة في الأرض، وعلى الفلسطينيين الراغبين بالعيش فوق أرض "إسرائيل" أن يقبلوا بفتات الخبز، وما يفيض عن الصهاينة من ماء، وعلى الفلسطينيين أن يعيشوا خانعين تحت أحذية الصهاينة، يتوسلون فرصة عمل، ويرجون من المعلم الكبير أن يمن عليهم ببعض الشواكل.

الركيزة الثالثة: على كل فلسطيني لا يقبل الخنوع، ولا يقبل الحياة في السجون "الإسرائيلية"، أو القبور المنسية، عليه أن يرحل عن هذه الأرض عاجلاً أم آجلاً، فهذه الأرض كالزوجة، لا تصلح لرجلين، فإما أن تكون يهودية وإما أن تكون عربية.

الركائز الثلاثة للخطة "الإسرائيلية" يجري تطبيقها على الأرض بشكل عملي، وهنا لا بد من طرح السؤال على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومن خلفها قيادة السلطة والرئاسة الفلسطينية ورئاسة الوزراء، وكل من له علاقة بالقرار الفلسطيني:

فأي الطرق "الإسرائيلية" الثلاث تناسبكم، ويكشف عنها سلوككم؟

 أولاً: أنتم يا قيادة فلسطينية لم تختاروا طريق المقاومة والمواجهة، بل أنتم تقفون سداً منيعاً في وجه من يفكر أن يقاوم الاحتلال، عشرات السنين والممثل الشرعي الوحيد ـ كما تسمون أنفسهم ـ عشرات السنين وأنتم حربٌ ضد المقاومة، وسلام مع الصهاينة.

ثانياً: قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومعها قيادة السلطة بكل أذرعها الأمنية والسياسية لا تفكر بالرحيل، فأنتم باقون في المقاطعة، وتشجعون على البقاء، ولا تحرضون على الهجرة، وتحاربونها إعلامياً، وتدعون الناس للبقاء في أماكنهم، ولكن دون مواجهات، ودون قتال، وهذا الذي يدفعنا إلى القول: إن ـ الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ـ قد اختار الطريق الثالث، طريق المهادنة والمسالمة، وقبول العيش بما تيسر من فائض مال الصهاينة، دون مقاومة، ودون التلويح بشق عصا الطاعة.

انتظار أموال المقاصة خنوع واستسلام، وانتظار بطاقات VIP، وانتظار تصاريح التنقل والسفر خضوع واستسلام، وانتظار رضا "الإسرائيليين"، واللقاء معهم هو الركيزة الثالثة من خطة سموتريتش، ولعمرك هذا هو الطريق الذي يرفضه الشعب الفلسطيني، طريق ضياع ما تبقى من الأرض، وخذلان كل من يفكر في المواجهة والتصدي للعدوان.