فلسطين أون لاين

أهالي شهداء "مذبحة الفجر": كلُّ المتواجدين في مدرسة "التّابعين" نازحون ولم يتواجدْ أي مسلّح

...
غزة/ خاص فلسطين أون لاين

فنّد أهالي شهداء "مذبحة الفجر" مزاعم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بوجود مسلحين في مدرسة التابعين بحي الدرج بمدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وإصابة العشرات خلال تأديتهم صلاة الفجر من يوم السبت الماضي.

وأكد الأهالي، خلو مركز الإيواء من أية مظاهر عسكرية، وأن الموجودين فيه من الأهالي الذين فقدوا منازلهم خلال الحرب "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، والتي بدأها في السابع من أكتوبر الماضي.

وفجر يوم السبت الماضي، شنت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" غارة جوية عنيفة استهدفت مصلى مدرسة التابعين التي تؤوي آلاف النازحين التي دمرت منازلهم بفعل الحرب المستمرة على القطاع.

وأدى القصف "الإسرائيلي" على مركز الإيواء لاستشهاد أكثر من 100 نازح وإصابة العشرات خلال تأديتهم صلاة فجر يوم السبت الماضي.

محاولات للتبرير

وأكدت الستينية نعيمة الجعبري، التي نزحت برفقة عدد من أقاربها قبل نحو تسعة أشهر لمدرسة التابعين بعد أن دمّرت قوات الاحتلال منزلها في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أن جميع الموجودين في مركز الإيواء هم من المدنيين الذين دُمرت بيوتهم ولم يجدوا مأوى لهم.

وقالت الجعبري، في حديث لمراسل "فلسطين أون لاين": إن مزاعم الاحتلال بوجود نشطاء المقاومة في مركز الإيواء هو محض افتراء وكذبتها جثامين الشهداء من النساء والأطفال والرجال الذي كانوا في صلاة الفجر.

واعتبرت أن مزاعم الاحتلال تلك هدفها هو تبرير المذبح التي ارتكبتها بحق المصلين والانتقادات الدولية الواسعة التي وجهت لها والتي كذبتها عدسات الصحافة التي نقلت المجزرة بالصوت والصورة والتي أظهرت أن جميع الموجودين في المصلى هم مدنيون وأبرياء عزل.

 وتشير الجعبري، التي فقدت سبعة من أراد عائلتها خلال "مذبحة الفجر" أن الشهداء هم مدنيون ولا علاقة لهم بالعمل السياسي أو العسكري فجميعهم مسالمين لا حوله لهم ولا قوة.

كذبة إسرائيلية

وعلى مقربة من الجعبري يقف الثلاثينى محمود المصري، الذي لجأ إلى مدرسة التابعين قبل سبعة أشهر بعد أن تنقل أكثر من مركز للإيواء جراء تدمير منزلهم في حي بيت حانون شمالي القطاع، مؤكدًا أن مزاعم جيش الاحتلال بوجود مسلحين ونشطاء المقاومة بالمكان عار عن الصحة وأن الشهداء لا يوجد بينهم أية مسلح.

وقال المصري، الذي فقد 10 شهداء من أفراد عائلته خلال الحرب على غزة، لمراسل "فلسطين أون لاين": إن جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي يرتكب المجازر المستمرة بحق شعبنا في مختلف مناطق القطاع، وعند انكشاف أمره ولتبرير جرائمه أمام العالم يروج أكاذيبه بزعم أنه استهدف مسلحين.

وأضاف: أن الاحتلال يرتكب تلك المجازر كلما بدأ الحديث عن جولات للتفاوض أو اقتربنا من موعد إبرام صفقة في محالة منه لإفشال تلك الجهود.

ودعا المصري، دول العالم لتشكيل لجان دولية والسماح لها بالدخول إلى القطاع، والتحقيق في مزاعم جيش الاحتلال وكشف فضائحه أمام العالم ومحاسبته على تلك الجرائم التي يرتكبها صباح مساء بحق المدنيين والأبرياء العزل.

ملجأ النازحين

وبالقرب من مكان المذبحة تجلس أمينة الجعبري، نافية مزاعم الاحتلال "الإسرائيلي" بوجود مسلحين في المدرسة، معتبرة تصريحات قادة الاحتلال هدفها تبرير جريمته النكراء أمام العالم.

وقالت الجعبري، التي فقدت زوجها وابنها "برهام" وسلفها وعد من أقاربها لمراسل "فلسطين أون لاين": أن أسماء الشهداء وأعمارهم خير دليل على مزاعم الاحتلال، متسائلة: "هل يعقل أن يجلس مسلحين إلى جانب المدنيين؟!"،مؤكدة أن المركز يخلو من أية مسلح.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أكد في بيان له بأن "مدرسة التابعين" لا تضم أي تجمعات مسلحة أو مظاهر عسكرية، وكانت تؤوي المئات من الأطفال، إذ لم يكن ممكنا أن تُعرّض العائلات أطفالها للخطر لو كان الموقع يستخدم لأغراض عسكرية".

وذكر المركز في بيان أصدره، أن تحقيقاته أشارت إلى أن "مدرسة التابعين" التي شهدت مجزرة دامية، ليست سوى مكان متهالك اتخذته مئات العائلات ملجأ بعد نزوحها قصرا من أماكن سكنها.

فيما قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس: إن زعم جيش الاحتلال أن من استشهدوا ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي رواية مضللة وكاذبة.

وأضافت الحركة -في بيان- أن من بين أكثر من 100 مدني استشهدوا بالمدرسة أعلن الاحتلال عن 19 شهيدا زعم أنهم من المقاومين، لتبرير جريمته، مشيرة إلى أن ادعاءاته كاذبة ولا أساس لها من الصحة.