أمراضٌ جاءت كإحدى إفرازات حرب الإبادة الجماعيَّة المتواصلة على قطاع غزَّة للشهر الـ 10 تواليًا، تقضُّ مضاجع النازحين، لتزيد من معاناتهم وآلامهم، مع شح المواد الطبية والمراكز الطبية والتطبيب، إلى جانب الحرمان من التطعيم الروتيني، إلى الحد الذي كاد يخلو فيه من أي أوبئة سيّارة.
إلى جانب ذلك، يعاني قطاع غزة وفقا لما تؤكده مؤسسات دولية من عدم وجود مياه نظيفة، ومن نقص في المساعدات والأدوية، ومن طفح مياه الصرف الصحي في كل مكان، ما أدى إلى تفشي أمراض جلدية وأمراض مؤلمة أخرى.
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير صدر أوائل أغسطس/ آب الجاري "حذرت وكالات الأمم المتحدة من ارتفاع مخاطر انتشار الأمراض المعدية في غزة وسط ندرة مزمنة للمياه وعدم وجود طريقة لإدارة النفايات ومياه الصرف الصحي بشكل مناسب".
ووفقا للمنظمة فقد جرى الإبلاغ عن حالات متفرقة من الحصبة والنكاف، وعن أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء.
الكبد الوبائي
جاء مرض الكبد الوبائي كأول الأمراض المعلن عنها والمنتشرة بين المواطنين في قطاع غزة، وقد دقت منظمة الصحة العالمية في حينه ناقوس الخطر من تفشيه وخطورته.
ووفق ما كشفته منظمة الصحة العالمية عن تفشي أمراض الإسهال والتهاب الكبد الوبائي أ. وأن أكثر من 100 ألف شخص في غزة أصيبوا بمتلازمة اليرقان الحاد أو ما يشتبه بأنه التهاب الكبد الوبائي أ، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبحسب البيانات الصادرة عن برنامج الصحة التابع للأونروا، يُبلغ عن 800 إلى 1000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد أسبوعيا من المراكز الصحية والملاجئ التابعة للأونروا في مختلف أنحاء غزة.
وارتفعت حالات التهاب الكبد الوبائي من 85 حالة فقط أُبلغ عنها قبل الحرب، إلى ما يقرب من 40 ألف حالة أُبلغ عنها منذ بدء الحرب.
شلل الأطفال
أعلنت منظمة الصحة العالمية بيانين منفصلين في يوليو/ تموز الماضي، أعلنت فيه انتشار سلالة فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في قطاع غزة، وهو ما أكدته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في 29 يوليو/تموز من الشهر ذاته.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن شلل الأطفال مرض شديد العدوى، يصيب الأطفال صغار السن في الغالب، ويهاجم -بلا رحمة- الجهاز العصبي ما يمكن أن يؤدي إلى شلل في العمود الفقري والجهاز التنفسي، وفي بعض الحالات الموت.
وقدرت تغطية التطعيم ضد شلل الأطفال قبل بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع بنحو 99% في عام 2022، وانخفضت إلى 89% في عام 2023، وفقا لأحدث تقديرات التطعيم الروتيني لمنظمة الصحة العالمية ويونيسيف.
أمراض جلدية
مع تواصل العدوان وقصف الاحتلال لمحطات تحلية المياه وتعطلها في معظم مناطق القطاع، اندفع الأهالي لاستخدام المياه الملوثة رغبة في سد حاجتهم، ما انعكس على الوضع الصحي للمواطنين سيما الأطفال بشكل خاص.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه وحتى 30 يونيو/حزيران الماضي كان في القطاع ما يزيد على 100 ألف حالة من الجرب والقمل و60 ألف حالة من الطفح الجلدي و11 ألف حالة من الجدري المائي.
ويُترك أطفال غزة ليواجهوا الحالة الجلدية الوحيدة التي قد تسبب مضاعفات تهدد الحياة، ففي حين يمكن علاج هذا المرض باستخدام المضادات الحيوية، فإنه إذا ترك دون علاج فقد يؤدي إلى حالات تهدد الحياة مثل أمراض القلب والكلى المزمنة.
ومنذ عشرة أشهر يعاني قطاع غزة يعاني من عدم وجود مياه نظيفة، ومن نقص في المساعدات والأدوية، ومن طفح مياه الصرف الصحي في كل مكان، ما أدى إلى تفشي أمراض جلدية وأمراض مؤلمة أخرى.
ووفق مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد العامل في جنوبي قطاع غزة، فإن المستشفى يستقبل ما بين 300 إلى 500 شخص يوميا يعانون من أمراض جلدية أغلبهم من الأطفال.