فنّّدت تقارير فلسطينية وحقوقية، مزاعم الاحتلال حول قائمة تضم أسماء وصور مسلحين، نشرها جيش الاحتلال كتبرير لمذبحة الفجر التي ارتكبها بقصف مصلي بمدرسة التابعين والتي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج شرقي مدينة غزة.
وقالت مصادر فلسطينية، إن قائمة الجيش الإسرائيلي عن المستهدفين في مجزرة مدرسة "التابعين" بحي الدرج في مدينة غزة فجر أمس السبت حملت معلومات مضللة.
وأضافت المصادر، أن اثنين من الواردة أسماؤهم في القائمة استشهدوا قبل المجزرة بيومين في مناطق أخرى.
كما أوضحت أن الشهيد يوسف الوادية الذي أدرج في القائمة استشهد قبل المجزرة بيومين في مكان مختلف، وأن إحدى الصور تعود لشهيد اسمه منتصر ضاهر استشهد أول أمس الجمعة مع شقيقته بعيدا عن المدرسة.
وأشارت المصادر إلى أن الشهيد محمد الطيف، الذي ورد في القائمة كذلك، أكاديمي ومدير مدرسة سابق وليس له أي نشاط عسكري.
كما أكدت المصادر ذاتها، أن بعض من وردت أسماؤهم في القائمة دعاة وأساتذة جامعات ليس لهم أي نشاط عسكري.
والسبت، زعم جيش الاحتلال، أنّه استهدف 19 مقاتلاً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، خلال استهدافه لمدرسة "التابعين" بمدينة غزة.
وادعى الجيش في بيان، أنه استهدف في الغارة "مقر القيادة العسكري داخل مدرسة التابعين".
وتابع: "تم تنفيذ عملية الاستهداف من خلال ثلاث قنابل دقيقة، والتي وحسب الجهات المعنية المختصة، غير قادرة على إلحاق هذا القدر من الدمار، الذي يتطابق وتقارير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة"، وفق زعمه.
We also identified two others: Abdul Aziz Al-Kafarneh, a civilian from Beit Hanoun with no ties to Hamas, and Abdul Karim Hamad, a devout man who sympathized with Hamas but never joined its ranks.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) August 10, 2024
من جهته، فنَّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "القائمة التي نشرها الجيش "الإسرائيلي" لـ 19 شخصًا ادعى أنهم مقاتلون من حماس والجهاد في مجزرة التابعين تحتوي معلومات مضللة جملةً وتفصيلاً".
وقال المرصد في بيان: "بفحص أولي استطعنا تحديد أكثر من نصف من في القائمة أشخاص لا يمارسون أي عمل سياسي، بينهم أطفال وأكاديميون ومهنيون ودعاة".
كما شملت القائمة أيضًا على سبيل المثال منتصر ضاهر والذي قتله الاحتلال الجمعة برفقة شقيقته داخل شقة سكنية، أي قبل المجزرة بيوم، وأيضًا الشاب يوسف الوادية الذي استهدفه الاحتلال في منزله قبل يومين من المجزرة.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) August 10, 2024
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تحقيقاته الأولية في مدرسة "التابعين" وسط مدينة غزة، والتي شهدت مجزرة إسرائيلية استشهد فيها أكثر من 100 فلسطيني، "لم تثبت وجود أي دليل أو مؤشر على أي مظاهر أو تشكيلات مسلحة".
وادعى الجيش في بيان، أنه استهدف في غارة جوية "مقر القيادة العسكري داخل مدرسة التابعين".
وعلى عكس ذلك، أوضح المرصد أن فريقه الميداني والقانوني أجرى عملية مسح وتحقيق أولي في المدرسة التي كانت تؤوي أكثر من 2500 نازح بمدينة غزة، وأظهرت جميع الأدلة وشهادات الناجين أن المدرسة كانت "خالية من أي تجمعات أو مراكز عسكرية ولم تُستخدم لأي أغراض عسكرية".
وكشفت التحقيقات أن المدرسة "تحتوي بالكامل على مبانٍ ضيقة، أقسامها مكشوفة على بعض وغير مجهزة، واتخذتها عشرات العائلات الفلسطينية ملجأً لها بعد أن نزحت قسرا من أماكن سكناها"، و أن خصائص الموقع "تدعم استحالة استخدامه لأغراض عسكرية، فالمدرسة كانت مبنى ضيقا وغير مجهز بالبنية التحتية اللازمة للعمليات العسكرية، مثل المخابئ أو نقاط الانطلاق".
وأشار المرصد إلى أن معاينة مكان المدرسة وجمع البيانات وشهادات الناجين وشهود العيان "تجعل من غير الممكن أن يكون للموقع أي دور عسكري، ما يجعل الهجوم على المدرسة غير مبررا ويمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".
وذكر المرصد أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق خلال الاستهداف 3 قنابل أميركية مجنحة ذات قدرة هائلة على التدمير والحرق وإذابة الأجساد، فقتل أكثر من 100 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال".
وقال المرصد إن "تبرير الجيش الإسرائيلي للمجزرة بالقول إنه استهداف موقعا عسكريا غير مثبت، ولا يعد مبررا لقتل هذا العدد الكبير من المدنيين".
وشدد على أنه "لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في قتل وحرق وجرح مئات المدنيين يوميا، ثم الادعاء بوجود أهداف عسكرية في الأماكن المستهدفة دون تقديم أدلة حقيقية أو السماح لجهات دولية مستقلة بالتحقق من صحة الأدلة".
من جهتها،
فيما شدد حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن نشر الاحتلال قائمة تضم أسماء تزعم أنهم من عناصر المقاومة قتلتهم في استهداف مدرسة "التابعين" بغزة، التي تؤوي نازحين، "محاولة لتبرير جريمتها النكراء".
وقالت الحركة في بيان: "من بين أكثر من 100 من المدنيين قتلهم الاحتلال بدم بارد في مجزرة مدرسة التابعين، أعلن جيش الاحتلال عن قائمة تضم 19 شهيدًا زعم أنهم من نشطاء المقاومة، في محاولة لتبرير جريمته النكراء، في ظل الانتقادات الدولية الواسعة لها".
وأضافت: "رواية جيش الاحتلال المجرم عن شهداء مجزرة التابعين في حي الدرج بأنهم عناصر من حماس والجهاد الإسلامي، مضللة وكاذبة".
وتابعت: "مزاعم جيش الاحتلال المذكورة ادعاءات كاذبة، ولا أساس لها من الصحة".
ولفتت حماس، إلى أن "الذين استشهدوا في مجزرة فجر السبت، ليس بينهم مسلح واحد، وكلهم مدنيون تم استهدافهم وهم يؤدون صلاة الفجر، حيث تضم القائمة المذكورة أطفالاً، وموظفين مدنيين، وأساتذة جامعات، ورجال دين (أئمة)، وغالبيتهم لا علاقة لهم بأي عمل سياسي أو عسكري"
وأوضحت أن "مجزرة حي الدرج من بين آلاف المجازر التي ارتكبها الاحتلال النازي المجرم في قطاع غزة، واستهدف بها المدنيين العزل قاصداً ومتعمداً".
وفي وقت سابق السبت، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها 100 شخص وأصاب العشرات أثناء تأديتهم صلاة الفجر، نتيجة قصف جوي استهدف مدرسة "التابعين" في حي الدرج بمدينة غزة، التي لجأ إليها نازحون فارون من العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وباستهداف مدرسة "التابعين" يرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة على مدار الأيام الـ 10 الماضية، لـ 7 مدارس ما خلف عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى.