فلسطين أون لاين

تقرير إمام مجزرة "التَّابعين".. الشَّهِيد محمَّد أبو سعدة الدَّاعية المشهُور والخَطيب الْمُفَوَّه

...
إمام مجزرة "التَّابعين".. الشهيد محمد أبو سعدة الداعية المشهور والخطيب المفوه!
غزة/ محمد حجازي:

لم يخطر على بال أحد أن تتكرر مجزة الحرم الإبراهيمي مرة أخرى وبطريقة أبشع وأفظع، الذي نفذها الصهيوني المجرم "غولدن شتاين"، وراح ضحيتها عشرات المصلين في أثناء صلاة الفجر، بغطاء كامل من حكومته المتطرفة.

لكن الدعم العسكري والسياسي الأمريكي المتواصل لـ (إسرائيل)، جعل الاحتلال يتوغل في الدم الفلسطيني أكثر فأكثر، حيث تم تدمير المنازل بغزة على رؤوس ساكنيها في حرب إبادة جماعية وقتل متعمد للأطفال والشيوخ والنساء بطرق وحشية متعددة الأساليب ما يعكس عقلية ونازية الاحتلال الإسرائيلي المجرم.

ستفقد منابر ومآذن قطاع غزة الداعية الشهيد محمد حسن أبو سعدة (42 عامًا)، صاحب الصوت الندي والعذب الجميل، والذي ارتقى بالمجزرة الإسرائيلية خلال إمامته بالمصلين في مسجد التابعين.

وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر العاشر من أغطس الجاري، مجزرة كبيرة بحق المصلين في مسجد التابعين بحي الدرج شرق مدينة غزة، خلال تأديتهم صلاة الفجر، حيث أطلقت الطائرات الحربية أكثر من 3 صواريخ فتاكة، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وإصابة العشرات، وتدمير المسجد بشكل كامل.

والداعية محمد أبو سعدة، نشأ في بيئة صالحة منذ نعومة أظفاره في بيت متواضع وتربى تربية صالحة، حيث والده الحاج حسن أبو سعدة الذي يعمل في سمكرة الشاحنات والمعروف لدى الكثيرين برجاحة عقله ونباهته وذكائه.

وأبو سعدة، متزوج وله 5 من الأبناء ولدان و3 بنات، حاصل على درجة الماجستير لمرتين في أصول الدين والهندسة الكهربائية، عين إمامًا وخطيبًا لمسجد الإمام الشهيد عبد الله عزام في حي الصبرة، سنة (2005)، وانطلق في دعوته وخطاباته الإيمانية والروحانية التي سرعان ما ينشرح لها الصدر والقلب، فأصبح نجمًا لامعًا ومشهورًا لدى الفلسطينيين.

ذلك الشاب الخلوق الورع كما يصفه الغزيون، لم يبخل على محبيه ولو بالشيء اليسير في الأسئلة الدينية والشرعية وإعطائهم الإجابات الشافية والوافية، خلال جلسات العلم الشرعية التي تقام في عدد كبير من مساجد غزة.

وتقول، والدة الشهيد الحاجة عناية أبو سعدة، لـ "فلسطين أون لاين"، إن الشهيد محمد كان داعية مميزًا همه دعوة الناس وتوجيههم نحو دين الله والسنة النبوية، وتعديل سلوكهم حتى يفوزوا في الدنيا والأخرة وكان جل همه أن يكون كل الناس من أهل الجنة.

تابعت: "كان يصلي في الجنائز ويبكي ويذكر الناس بالموت والرجوع إلى الله تعالى بالتوبة الصالحة والخالصة وقراءة القران والمسامحة وعمل الخير أينما كان".

وأضافت أبو سعدة، أن نجلها كان تلميذًا لدى الشيخ "سلمان الداية"، الذي بدوره يعلمه الفقه الإسلامي والسيرة النبوية، والكثير من العلوم الشرعية.

من جهته، نفى الحاج حسن أبو سعدة، لـ "فلسطين أون لاين"، مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن نجله كان مسلحًا داخل المسجد، مؤكدًا أن نجله كان إمامًا وخطيبًا في الناس.

وأشار أبو سعدة، إلى أن وجود نجله الشهيد داخل المسجد كان بسبب نزوحه من بيته بعد تدميره من قبل الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا المؤسسات الحقوقية والدولية بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية ومحاكمة الاحتلال وقادته المجرمين.

وأكد، أن هذه الاتهامات ليست بالجديدة على أبناء شعبنا، وأصبحت واضحة ومكشوفة للجميع أنها سياسة متبعة وممنهجة لـ (إسرائيل)، منذ احتلال فلسطين.

والشيخ محمد أبو سعدة، تم تعيينه مؤخرًا مديرًا عامًا لمديرية أوقاف غزة، ليكون على قدر عال من المسؤولية في خدمة دينه ووطنه وشعبه.

ودًع قطاع غزة الشهيد محمد أبو سعدة، إلى جوار ربه، لكن أثره الطيب الحاضر بخطبه الجميلة والروحانية ما زال حاضرًا في نفوس وقلوب الألاف من أبناء شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، وستبقى دماؤه تلاحق الاحتلال والمجرمين.

ويشهد قطاع غزة منذ أكثر من 300 يوم حرب إبادة، من قبل الاحتلال الإسرائيلي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد و70 ألف إصابة وتدمير البنية التحتية والمنظومة الصحية وانتشار واسع للأمراض.