مثل شهر أكتوبر/ تشرين الأول، علامة فارقة في تاريخ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الذي خطف ويخطف أنظار وسائل الإعلام حول العالم منذ بدء معركة "طوفان الأقصى".
واختارت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء أمس الثلاثاء، السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس، خلفاً للشهيد إسماعيل هنية.
ويُنظر للرجل الذي اعتقلته (إسرائيل) مدة 22 عامًا في سجونها على انه مهندس الهجوم غير المسبوق الذي شنته كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ولد السنوار يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وتعود أصول عائلته إلى مدينة المجدل (عسقلان) شمال شرقي القطاع.
تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
نشأ في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال "الإسرائيلي" لسكان المخيمات.
خاض السنوار غمار النشاط السياسي مبكرًا إذ كان عضوًا فاعلًا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. كما شغل مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبًا لرئيس المجلس ثم رئيسًا للمجلس.
أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى بتكليف من مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين عام 1986 جهازًا أمنيًا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد".
اعتقل السنوار لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عامًا، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر، وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة.
في 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين "إسرائيليين"، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع (إسرائيل)، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عامًا).
تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى "حماس" في السجون لدورتين تنظيميتين خلال فترة اعتقاله، وساهم في إدارة المواجهة مع إدارة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام.
أطلق سراحه السنوار يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، وكان واحدًا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة "وفاء الأحرار".
انتخب السنوار الذي يوصف بأنه شخصية حذرة، ولا يتكلم كثيرًا كما لا يظهر علنًا إلا نادرًا، عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب القسام.
صنّفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، كما وضعته (إسرائيل) على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة عام 2015.
انتخب يوم 13 فبراير/شباط 2017 رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفًا لإسماعيل هنية. أعيد انتخابه في مارس/آذار 2021، رئيسًا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.
أصبح السنوار المطلوب الأول لـ(إسرائيل) بعد عملية طوفان الأقصى، إذ يعتبره مسؤولون "إسرائيليون" العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني.