قائمة الموقع

"دبابش": شاهدٌ على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بمركزي الإيواء "حمامة والهدى"

2024-08-05T09:30:00+03:00

ما أن يجتمع عدد من أفراد عائلة دبابش، لتناول طعام الغداء في مدرسة "الهدى وحمامة" التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، حتى باغتتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي بصاروخين، مرتكبة مجزرة مروعة بحقهم.

وأسفرت الغارة "الإسرائيلية" التي استهدفت مركزي الإيواء "الهدى وحمامة" في حي الشيخ رضوان، عصر أمس السبت، عن استشهاد نحو17 مواطنًا وإصابة أكثر من 50 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب إحصائيات صادرة عن وزارة الصحة بغزة.

وفي إحدى غرف مركز الإيواء انهمك الثلاثيني محمد دبابش، بجمع بعضًا من الأغراض والمقتنيات التي استخرجها من تحت الأنقاض، قائلًا: "إين نذهب الأن فالاحتلال لم يترك لنا مكان إلا ودمره".

قصف مباشر

وبحزن يقول دبابش: وهو يشير بيده إلى إحدى زوايا الغرفة: "هنا تم انتشال جثمان الطفلة غنى، ابنة الثلاثة سنوات صباح اليوم من تحت الأنقاض، وهنا تم انتشال والدتها أسماء، عصر أمس بعد أن مزق جسدها صواريخ الاحتلال".

ويضيف: كان الجميع يجلسون في هذا المكان ويستعدون لتناول طعام الغذاء لكنهم ارتقوا وأصيب 10 منهم بجراح وصفت بالمتوسطة وأخرى بالخطيرة.

ويشير إلى أنه حوالي الساعة الرابعة من عصر أمس، تم قصف مدرستي الهدى وحمامة بصاروخين من الطائرات الحربية أف 16 دون سابق إنذار، تلا ذلك اتصالات من قبل مخابرات الاحتلال بإخلاء المنطقة بالكامل في مقدمة لقصفها.

ويلفت إلى أنه سرعان ما بدأ النازحين بمغادرة المكان والدماء تتناثر من أجسادهم والشهداء ملقين على الأرض حتى عاودت طائرات الاحتلال باستهداف المدرستين بثلاثة صواريخ ما تسبب في تدمير مركزي الإيواء بشكل كبير جدًا.

ويتابع بحزن: بعد القصف عدنا إلى المركز لنتفقد بعضنا لنجد استشهاد أبناء عمومتي أشرف دبابش 20 عامًا وحمزة ابن الخمس سنوات، والثلاثينيه سامية، وأسماء وطفلتها غنى ابنة الثلاث سنوات.

وتساءل بغضب: لماذا يستهدف مركز الإيواء؟!، فجميع من فيه مدنيين وجلهم من الأطفال والنساء، ولا يوجد بالمركز أية من المسلحين!"، مضيفًا: أن الاحتلال يتعمد في استهداف المدنيين بظل صمت العالم العربي والإسلامي على الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الأعزل".

إصرار على البقاء

وبالقرب من "محمد" يقف عبد الله دبابش، وهو أحد أقاربه، ممسكًا بيده كريك، وبدأ بإزالة الركام من الغرفة التي كان يقيم فيها في مقدمة لتهيئتها وإعادة السكن فيها، قائلًا: "لا يوجد لدينا مكان نذهب إليه فدمر الاحتلال خلال حربه العديد من منازل العائلة ولم يبق لنا شيء، لهذا أعمل على تنظيف الفصل وتجهيزه قبل أن احضر زوجتي وأطفالي ليقيما فيه.

ويشير دبابش، إلى أن حالة من الرعب والفزع والصرخات ارتسمت على وجه أطفاله الخمسة خلال استهداف المدرسة وكنا نجرى بين المصابين والشهداء الملقين على الأرض وغير قادرين على تقديم المساعدة لهم من شدة القصف وصرخات بعض النازحين الذين يطالبونا بإخلاء المنطقة بشكل فوري بعد أن وصلتهم اتصالات من مخابرات الاحتلال تفيد بقصف المكان.

ويلفت إلى أن قصف الاحتلال وتدمير مركز الإيواء والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية هدفة دفعنا إلى الاستسلام ومغادرة قطاع غزة، مردفًا: لكن الاحتلال واهم فلن نغادر أرضنا ولن نستسلم مهما كلفنا ذلك من ثمن".

وتضم المنطقة المستهدفة أربعة مدارس وهي مدرسة "حمامة والهدى والرافدين وشهداء الشيخ رضوان" وتم تحويلهما بعد انسحاب جيش الاحتلال من المكان في مارس الماضي إلى مراكز للإيواء بعد أن دمرت منازلهم.

وتضم تلك المراكز آلاف النازحين والمدمرة منازلهم، لكن سرعان ما غادرتها العديد من الأسر بعد أن دمرت طائرات الاحتلال غالبيتها بفعل القصف الإسرائيلي، والبعض الآخر حاول استصلاح بعض الفصول والإقامة بها مجددًا لعدم وجود مكان يقيم فيه.

وهذه ليست المرة الأولي التي يستهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدانه المستمر على قطاع غزة، مراكز أو مدارس تؤوي نازحين، استشهد خلالها مئات المواطنين معظمهم من الأطفال والنساء.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمّرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد عن 10 ألاف مفقود، وسط دمار هائل في القطاع ومجاعة أودت بحيات العشرات من الأطفال.

اخبار ذات صلة