رفض سكان أحياء من شرق خان يونس وجنوبها الدعوات التي أطلقها جيش الاحتلال لهم بضرورة إخلاء منازلهم ومناطق سكنهم والتوجه إلى غرب المدينة، مؤكدين أنهم قرروا الموت في منازلهم.
وشدد مواطنون في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين أون لاين"، على أنهم لن يخرجوا من منازلهم مهما كلف الأمر، خاصة بعد أيام قليلة من عودتهم إليها بعد نزوح استمر لـثمانية أيام خلال تنفيذ جيش الاحتلال هجومًا على شرق مدينة خان يونس.
وكان جيش الاحتلال طالب، عصر أمس الأحد، سكان أحياء "جورت اللوت"، و"معن"، و"قيزان أبو رشوان"، و"السلام" الخروج من منازلهم والتوجه إلى شرق المدينة، بدعوة تنفيذه عملية عسكرية في تلك المناطق.
محمد أبو عودة أحد سكان جورت اللوت"، يؤكد أنه تلقى بغضب المنشورات التي نشرها جيش الاحتلال والتي تطالب الحي الذي يسكن فيه بضرورة الإخلاء والخروج إلى مناطق غرب خان يونس، تمهيدًا لوجود عمل عسكري للاحتلال.
ويقول أبو عودة لـ"فلسطين أون لاين": "تكلفة الخروج من المنزل والنزوح تحتاج إلى 3000 آلاف شيكل، وهو مبلغ مكلف جدًا، دفعتهم قبل أيام فقط حين خرجنا من المنطقة إلى المواصي، إضافة إلى هذا المال لا يوجد مكان ملائم يمكن لنا نصب خيمتنا فيه".
ويوضح أنه قرر برفقة أشقائه وجيرانه البقاء في المنزل وعدم الخروج منه، أو الاستجابة لمطالب الاحتلال بالإخلاء.
وفي منطقة معن شرق خان يونس، قرر محمد الغلبان المكوث في منزله وعدم الاستجابة لمطالب جيش الاحتلال بالإخلاء والخروج إلى غرب المدينة.
ويقول الغلبان في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "اخترت الموت على المذلة والنزوح بالخيم، مع عدم وجود حمام أو ماء نشره أو حتى مكان ننصب فيه الخيمة، لأن منطقة غرب خان يونس مدمرة بالكامل والمواصي مكتظة بمئات الآلاف من النازحين".
ويوضح أنه عاد إلى منزله الأسبوع الماضي بعد نزوح استمر 8 أيام وكان أصعب أيام الحرب التي عاشها لأنه خرج ببعض مقتنياته ولم يجد بسهولة مكان للنزوح به برفقة زوجته وأطفاله.
ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، أعلن الثلاثاء الماضي انسحابه من خان يونس بعد تنفيذ عملية عسكرية استمرت 8 أيام قام خلالها بتدمير واسع للمنازل والبنية التحتية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في حينها باستشهاد 255 مواطنًا وإصابة المئات جراء مجازر ارتكبها الجيش في خان يونس.
كما أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، عبر بيان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 90 بالمئة من البنى التحتية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن دولة الاحتلال بدعم أمريكي حربا على غزة خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح ، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.