قائمة الموقع

انعدام مواد التنظيف بغزة.. المعاناة الصامتة

2024-08-04T15:08:00+03:00
image1170x530cropped.jpg

جاب محمد السعيد (٣٤ عامًا) السوق المركزي لمدينة دير البلح ودار على كافة جنباته وأزقته، بحثًا عن "صابون" للاستحمام، إلا أن كافة جهوده لم تفضي إلى أي نتيجة.

ويزداد احتياج سكان قطاع غزة "لشامبو" الاستحمام في هذا الوقت تحديدًا من كل عام، للاستحمام بشكل دوري للتخلص من التعرق مع اشتداد درجات حرارة الطقس خلال فصل الصيف.

وقال السعيد: "إن دولة الاحتلال تتبع سياسات عقاب جماعي بحق سكان قطاع غزة، وتحاربنا في كل شيء، حتى في نظافتنا الشخصية".

وتمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي إدخال الشامبو وصابون اليد، والكلور، أو أي من مواد التنظيف مثل سائل الجلي أو غسل الملابس، إلى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، سعيا لتعميق الأزمة الإنسانية في القطاع.

ومنذ ذلك الوقت، كان الفلسطينيون يعتمدون على مخزونهم من مواد التنظيف المستوردة، حتى نفد هذا المخزون تماما من الأسواق، الأمر الذي دفع مواطنين لتصنيع مواد التنظيف محليا.

ويشير السعيد إلى أن العديد من البسط التجارية الصغيرة تعرض منتجات محلية من مواد التنظيف، "ولكنها رديئة للغاية، فلا ينتج عنها رغوة ولا تعمل على تنظيف أي شيء".

"بالإضافة إلى ذلك فإن لزوجة المنتجات المحلية من مواد التنظيف خفيفة للغاية، ما يثبت انخفاض جودتها"- يكمل السعيد.

ويواجه الفلسطينيون في قطاع غزة مشكلة عميقة في توفر صابون اليد وسائل الجلي الخاص بغسل الأطباق، إذ يقول السعيد: "هل تتخيلون أننا لا نعرف بماذا نغسل أيدينا بعد الأكل، هل تصدقون لو قلت أن زوجتي تقوم بجلي الصحون باستخدام الرمل".

ودفعت معاناة انعدام توفر شامبو الاستحمام، ورداءة المصنع محليا منه، السيدة عطاف مهنا (42 عاما) النازحة من شمال غزة إلى مخيم دير البلح، لقص شعر بناتها الثلاثة للتخلص من القشرة التي أصابت فروة الرأس بسبب قلة النظافة.

وقالت مهنا: "لقد تلف شعر أطفالي، حتى اضطررت لقص جزء كبير منه للتخلص من  قشرة الشعر والحشرات التي تغزو الشعر مثل القمل والسيبان".

وجابت مهنا معظم الصيدليات والأسواق المحلية، بحثا عن أي نوع من أنواع الشامبو المستوردة "ولكني لم أجد أي منها".

في سوق دير البلح وسط قطاع غزة، ينادي البائع على الزبائن لشراء مواد التنظيف التي صنعها محليا. ولكن أسعارها باهظة للغاية.

تقول السيدة هالة عوض (٤١ عاما) وهي نازحة في مدرسة تتبع وكالة الأونروا الأممية وسط مدينة دير البلح: "أحاول شراء سائل الجلي لتنظيف الصحون، ولا أجد".

وأوضحت عوض أن ما يتوفر في الأسواق مصنع محليا "وأسعارها باهظة جدا".

وأشارت إلى أن لتر واحد من سائل الجلي المستورد يبلغ ثمنه الان ٣٥ شيقلا، بينما قبل الحرب كان يباع بثلاثة شواقل فقط.

وأضافت عوض: "إلى متى سيستمر هذا الحال، وإلى متى سيبقى العالم صامتا على سياسة العقاب والقتل الجماعي التي تتبعها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين".

ويبرر محمد الهوبي (٣٤ عاما) وهو بائع مواد تنظيف محلية ينتجها داخل خيمته في مخيم النصيرات، رداءة منتجات مواد التنظيف المصنعة محليا "بعدم توفر مواد خام جيدة".

وقال الهوبي: "لا يتوفر لدينا أي إمكانيات لتصنيع مواد تنظيف جيدة"، فحتى عملية التصنيع بحاجة إلى مياه مقطرة خالية من الأملاح والنترات "وهو أمر غير متوفر أيضا".

وأوضح أنه خلال فصل الصيف يزداد الطلب على مواد التنظيف للحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الملابس أو الصحون والمواعين.

وأضاف الهوبي: "وهذا يدفع بعض المصنعين للغش من خلال خفض لزوجة منتجات مواد التنظيف، لإنتاج أكبر قدر ممكن منها ولتحقيق ربح أكبر".

اخبار ذات صلة