قائمة الموقع

غزَّة تعرِّي برامج التَّجسُّس الإسرائيليَّة

2024-08-04T12:16:00+03:00
hammas_hackers_-1697713016.webp

كيف يصمد المقاوم في غزة؟ وكيف يتخفى عن أعين (إسرائيل) ووسائلها التكنولوجية المتطورة؟، ماذا يستخدمون من وسائل اتصال؟ لماذا لم تنجح (إسرائيل) في اختراقهم؟ ماذا عن برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس؟

هذه الأسئلة وغيرها أصبحت مثار جدل في أروقة المخابرات العالمية وبين المتعاونين معها في ظل تباث المقاومة الفلسطينية للشهر العاشر على التوالي، في وجه دوله تتلقى دعما لا محدود من الولايات المتحدة وحلفائها، وتدعي أنها تمتلك جيشًا يعد الأقوى على الصعيد العسكري والتكنولوجي في المنطقة.

في المقابل، شكلت عملية "طوفان الأقصى" ضربة قاسمه لبرامج وحيل ووحدات التجسس الإسرائيلية، باعتراف وكالات المخابرات العالمية، وحتى رؤساء "الموساد" و"الشباك" السابقين.      

مليارات الدولارات

وكتب الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنوجن: "رعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صناعة بمليارات الدولارات لبيع أدوات وبرامج تجسس لكنه اتضح أنها ليست مفيدة في التعامل مع حماس".

وقال سنودن في منشور له على منصة إكس في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إن نتنياهو قام برعاية "صناعة تقدر قيمتها مليارات الدولارات من بيع أدوات التجسس إلى الطغاة الذين يستخدمونها لاختراق أجهزة الآيفون الخاصة بالنقاد" في إشارة إلى برمجية التجسس الشهير بيغاسوس.

وأوضح أن هذا البرنامج تم استخدامه على "المعارضين المنتخبين، ومحامي حقوق الإنسان، وحتى الطلاب (وهذه كلها أمثلة حقيقية)" لكنه "اتضح أنها ليست مفيدة جدا للتجسس على حماس".

وبيغاسوس هو برمجية تجسس تطورها وتبيعها شركة "إن إس أو غروب"، ومقرها (إسرائيل)، وتم بيعها للعديد من الدول من بينها دول عربية واستخدمتها عدة حكومات غربية للتجسس على معارضين ومسؤولين كما استخدمتها حكومة نتنياهو للتجسس على معارضين ومسؤولين.

حرب غير معلنة

واستحضار هذه التصريحات يأتي للدلالة على برامج وخطط وحيل التجسس الإسرائيلية أنها ما زالت عاجزة عن إحداث اختراق حقيقي في المنظومة الأمنية للمقاومة الفلسطينية التي ما زالت تواصل القتال ضد (إسرائيل) وقادرة على إدارة إدارة المعركة باقتدار.

في حرب سرية غير معلنة، حاولت (إسرائيل) اختراق منظومة اتصالات المقاومة التي تعتمد على شبكة الاتصالات الأرضية الأمنة عبر مقاسم تحت الأرض ومزودة بهواتف قديمة في نقاط محدد لكن محاولاتها باءت بالفشل.

فمثلًا نجحت (إسرائيل) في مايو/ أيار عام 2018 بتفجير مقسم اتصالات بعد تفخيخه غرب الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى حينها لاغتيال مجموعة من مهندسي (القسّام) اكتشفوا ثغرة أمنية وقعت بتلك النقطة، فانفجر بهم المقسم.

وقبل ذلك التاريخ وبعده، حاولت (إسرائيل) مرات عدة اختراق هذه المنظومة، إذ تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى غزة، ونفذت سلسلة مهمات بينها محاولة اختراق منظومة اتصالات حماس، قبل أن يُكشف أمرها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018، خلال مهمة لها شرق خان يونس، وجري إخراجها تحت النار بعد مقتل اثنين من عناصرها واستشهاد 7 مقاومين من القسام بينهم القيادي نور بركة.

طوفان الأقصى

فشلت منظومات الاحتلال الأمنية ومنها الوحدة 8200 في التنبؤ بطوفان الأقصى الذي باغت (إسرائيل) بشكل عام والوحدة على نحو خاص في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين استطاع مقاتلو القسام التسلل إلى قاعدة "أوريم" العسكرية الواقعة في النقب، ومداهمتها وقتل من فيها، وأخذ ملفات استخباراتية معهم، ومعلومات حساسة، وأجهزة ذات قيمة عالية، ومن ثم الانسحاب من دون أي أضرار في صفوفهم.

إضافة إلى السيطرة على مستوطنات غلاف غزة عدة ساعات، وقتل عدد كبير من العسكريين وأسر العشرات.

حاولت الوحدة في تحليل أولي تبرير ما حدث وأشارت إلى وجود ثغرة أمنية استخباراتية لم يستطع خبراؤها تفسيرها، وذلك وفق ما ورد في صحيفة "جوريزاليم بوست" الإسرائيلية آنذاك.

فقد اجتمع قادة الوحدة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأمضوا عدة ساعات، ثم انتهى الاجتماع بخلاف وانقسام بينهم، وتبادل القادة والضباط خلال الاجتماع الاتهامات بالمسؤولية والتقصير.

وأُمر بتعيين محقق ذي سمعة جيدة في (إسرائيل)، لقيادة تحقيق شامل لتحليل الأحداث وتوضيح المسؤول عما حدث.

واستذكرت عدة تقارير إسرائيلية ما حدث في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، حين فشلت الوحدة في التنبؤ بالتخطيط للهجوم الذي أعدت له الدول العربية.

وأشار التحقيق إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2023 نبّهت ضابطة إسرائيلية تابعة للوحدة 8200 رؤساءها لاحتمال وجود مخطط لتسلل جماعي سينفذه أفراد من حركة حماس، وتجاهلت القيادة هذا التنبيه.

إلا أنهم برروا تصرفهم بأنه منذ 12 شهرا حذر الضباط في الوحدة من سيناريوهات مشابهة ولم يحدث شيء، لذا لم يتفاعل أحد مع التنبيه الأخير.

اخبار ذات صلة