داخل ممر قسم الجراحة العامة بمبنى الياسين داخل مجمع ناصر الطبي، يفترش المريض محمد أبو عاصي، الأرض ينتظر أي طريقة لتحويله لخارج قطاع غزة لإكمال علاجه، بسبب عدم وجود علاج له داخل المجمع.
ويؤكد أحمد أبو عاصي ابن المريض محمد أن والده يعاني من مرض التهاب الكبد الوبائي والاصفرار الكبير الذي انتشر في جميع أنحاء جسده، وتأكيد الأطباء في مجمع ناصر عدم وجود أي علاج له وحاجته الماسة للعلاج بالخارج.
ويقول أبو عاصي لـ"فلسطين أون لاين": "خلال نزوحنا من شرق مدينة خان يونس إلى منطقة المواصي، عشنا في خيمة ولم نجد المياه النظيفة للشرب، وكان هناك حمام مشترك مع مئات النازحين، وهو ما تسبب في إصابة والدي وأشقائي بالتهاب الكبد الوبائي".
ويضيف أبو عاصي: "تعافى أشقائي من التهاب الكبد الوبائي بعد معاناة طويلة وظهور أعراض مخيفة على أجسادهم أبرزها الاصفرار في العيون والجسم، والإسهال المستمر، والضعف في الجسد".
ويوضح أن والده لم يشفَ من المرض واستمرت أعراضه تظهر عليه وتتوسع خاصة الاصفرار الذي انتشر في كافة أنحاء جسده، وهو ما جعل الأطباء يبقونه داخل مجمع ناصر الطبي ولكن دون حصوله على العلاج المناسب.
وينتشر مرض الكبد الوبائي بشكل واسع في قطاع غزة، حيث أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن سكان قطاع غزة يواجهون تفشي التهاب الكبد الوبائي من النوع "إيه" الذي يصيب الأطفال.
وأكد لازاريني تسجيل ما يقرب من 40 ألف حالة إصابة بهذا الوباء، مقارنة بـ85 حالة فقط في الفترة نفسها قبل الحرب. مشيرًا إلى أن انهيار نظام إدارة النفايات في غزة أدى إلى هذا الوضع.
وداخل المجمع أيضًا، يحتاج الجرحى، محمد بربخ إلى تحويلة من أجل إكمال علاجه بالخارج من إصابات تعرض لها نتيجة استهدافه بصاروخ من قبل طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" وسط مدينة خان يونس.
ويقول أبو محمد بربخ والد الجريح لـ"فلسطين أون لاين"، "أصيب ابني بشظايا بأماكن مختلفة من جسده، وخضع لعمليات جراحية عديدة داخل مجمع ناصر الطبي، وحرص الأطباء على علاجه، ولكن هو يحتاج إلى تحويلة عاجلة من أجل إكمال علاجه، خاصة أهناك أعضاء داخل جسده متضررة".
ويضيف: "خرج ابني من المستشفى وهو مصاب حتى الآن ويعاني من كمية الشظايا التي بقت في جسده، ويحتاج إلى السفر ولكن استمرار إغلاق معبر رفح يمنعه من الخروج وإكمال العلاج والنجاة من الموت الذي يقترب منه في كل يوم يستمر بقائه في غزة".
ويغلق الاحتلال معبر رفح جنوب القطاع مذن 7 مايو/ أيار الماضي، فيما أغلق أيضًا معبر كرم أبو سالم أمام حركة دخول المساعدات في الـ5 من الشهر نفسه.
وأكدت وزارة الصحة، أن عدد المرضى والجرحى الذين هم بحاجة للسفر للعلاج خارج قطاع غزه بلغ 35000 وقد تمكن فقط عدد 4895 من السفر عندما كان معبر رفح مفتوحًا.
وأضافت الصحة الفلسطينية، أنه منذ احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني، لم يتمكن أي مريض أو جريح من مغادرة قطاع غزه ما يعرض حياة الآلاف للمضاعفات والموت وهي حالات قابلة للعلاج، والإنقاذ لو أتيح لها التوجه إلى مراكز متخصصة خارج قطاع غزة.
وأوضحت، أن وضع هؤلاء المرضى والجرحى يتفاقم يوميًا بعد قيام الاحتلال متعمدًا تدمير معظم مستشفيات القطاع وإخراجها عن الخدمة.