فلسطين أون لاين

"سوء التغذية" يفاقم حالتهم الصحية 

الموت يهدّد أطفال "الفشل الكلوي" شمال غزة

...
غزة/ نور الدين جبر

داخل قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، يستلقي الطفل عبدالله كريّم الذي أمضى من عمره تسعة أعوام، على سرير المرض يتصل بيده اليُمنى أنبوب نهايته "محلول علاجي"، يكابد على نفسه إصابته بمرض "الفشل الكلوي". 

تجلس والدة عبدالله على كرسي ملاصق لسرير نجلها المريض تُمسك يده بين الفينة والأخرى علّها تُخفف من كمية الاوجاع التي تجتاح جسده المُنهك من جلسات "غسيل الكلى"، فلا وسيلة لديها غير ذلك في ظل تردي حالته الصحية يوماً بعد آخر.

تسرد الوالدة المكلومة تفاصيل تردي حالة "عبدالله" الصحية بشكل مفاجئ: "نحن الآن نازحون في إحدى مدارس الإيواء بمدينة غزة، بعدما قُصف منزلنا، وفجأة تعب عبدالله وأغمي عليه وارتطم في الأرض".

لم يكن أمام والديّ عبدالله خياراً سوى التوجه به إلى مستشفى كمال عدوان بعدما اشتد التعب عليه وغاب عن وعيه، وعندما وصلوا هناك جرى تحويله إلى قسم "العناية المركّزة" ومكث به أربعة أيام متواصلة إلى أن زال الخطر، وفق ما تروي لمراسل "فلسطين أون لاين".

ووفق "أم عبدالله"، فإن الأطباء قرروا له "غسيل الكلى"، وباشروا بتركيب الأنابيب الخاصة لذلك، قائلةً "ابني تعبان وحالته الصحية تزداد سوءاً يوماً بعد آخر".

وتضيف أن فلذة كبدها "عبدالله" يقاسي اوجاع "غسيل الكلى" مرتين أسبوعيا، وفق ما قرر الأطباء.

تحكي والدموع تنهمر على وجنتيها "لا يقدر عبدالله على تحمل أوجاع غسيل الكلى مرتين أسبوعياً وهو ما يجعله يبكي طيلة اليوم".

وما زاد من حالة "عبدالله" الصحية سوءاً هو سوء التغذية التي يتعرض لها شمال غزة في الوقت الراهن بفعل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الأغذية والمساعدات مدينة غزة وشمالها، وفق تشخيص الأطباء.

وتقول "أم عبدالله"، إن نجلها يحتاج إلى الخضروات والفواكه المليئة بالفيتامينات والبوتاسيوم والكالسيوم وغيرها بسبب نقصها الحاد في جسمه بفعل استمرار حالة المجاعة وسوء التغذية شمال غزة.

تتساءل بحرقة " شو ذنب هذا الطفل والعذاب الذي يتعرض له، ألا يكفي الحرمان وسوء التغذية؟".

وتستصرخ"أم عبدالله" كل القلوب الرحيمة في العالمين العربي والإسلامي للنظر بعين الرحمة إلى الوضع الصحي المتردي لعبدالله والمساهمة في تسهيل سفره للعلاج في الخارج.

في الغرفة المقابلة من ذات القسم، كان الطفل نبيل قلجة ابن الحادي عشر من عمره، يتألم من وجع في مختلف أنحاء جسده النحيل بسبب تردي "الكلى" لديه.

تقول والدته المكلومة لمراسل "فلسطين أون لاين"، إن نجلها نبيل يعاني من مرض الفشل الكلوي وحالته الصحية آخذة بالتراجع يومًا بعد آخر.

وتضيف أن "نبيل" أجرى عملية "زراعة كلية" قبل سبع سنوات،. يخضع منذ ذلك الوقت لتناول بعض الأدوية باستمرار للحفاظ على حالته الصحية.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انقطع " نبيل" عن تناول الأدوية الخاصة به لمدة تزيد عن أربعة أشهر وهو ما انعكس سلبًا على "الكلية المزروعة" إلى أن أصابها التلف الكامل، وفق "أم نبيل".

وتتردد الوالدة برفقة "نبيل" يوميًا على مستشفى كمال عدوان من اجل تناول الأدوية الخاصة به، لكنها تعود بخيبة أمل كونه غير متوفر.

ومع مرور الأيام تزداد حالة "نبيل" الصحية تدهورًا نتيجة عدم توفر الأدوية الخاصة به، حتى أُصيب بتلف الكبد وفقد القدرة على المشي والحركة، وفق والدته.

وتروي أن "نبيل" بات لا يقدر على تناول الأطعمة والشراب، وما زاد "الطين بلة" حالة المجاعة التي يعيشها شمال قطاع غزة والتي أدت لحدوث سوء تغذية لديه.

تحاول الوالدة المكلومة أن تتمالك نفسها بعد أنا أخذت نفساً عميقاً "لا يوجد خضروات ولا فواكه ولا حتى مياه معدنية نظيفة وهو ما أدى إلى تلف الكلى والكبد أيضًا وتورم في مختلف أنحاء جسده.

تتساءل والقهر يجتاح تقاسيم وجهها "ما هو ذنب الأطفال الذين يحرمهم الاحتلال من تناول الخضراوات والفواكه المليئة بالفيتامينات وغيرها؟".

وحسبما تروي، فإن نجلها "نبيل" لا يتوقف عن البكاء يوميا حيث يطلب منها تناول أي صنف من الخضروات والفواكه.

وتناشد كل الضمائر الحية بالوقوف إلى جانب فلذة كبدها والاسراع في سفره للعلاج بالخارج كونه يمتلك التحويلة الطبية.