رسميًا، نعى حزب الله، مساء اليوم الأربعاء، القائد العسكري، فؤاد شكر (السيد محسن)، بعد نحو 24 ساعة على استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وجاء ذلك في بيان رسمي، أنه "بعد مسيرة حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله وصدق في هذا الإيمان والعهد وجهاد دؤوب بلا كلل ولا ملل وانتظار طويل للقاء الله تعالى والأحبة الذين سبقوا من إخوانه القادة والشهداء والاستشهاديين وفي ذروة الشوق لهذا اللقاء، مَنَّ الله تعالى على عبده المجاهد والصادق والمخلص والعاشق بوسام الشهادة الرفيع وأذِنَ له بهذا اللقاء الأبدي في رضوان الله وجواره هو القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (السيد محسن) الذي نزفه شهيدا كبيرا على طريق القدس، تُقَدِّمُهُ مقاومتنا عنوانا لالتزامها الحاسم وعزمها الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من ظلم ووحشية هذا الكيان الغاصب والمجرم والقاتل، ورمزا من رموزها الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفْسِ الأخير".
وأضاف حزب الله أنه "كما وكان حضوره المباشر في الحياة معنا قوةً مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعا قويا لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدما بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير".
وجاء في خاتمة البيان أنه "بيان تعزيتنا وتبريكنا وأما موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ، عنه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ‘حفظه الله‘ غدا في مسيرة تشييع الشهيد القائدِ إن شاء الله".
في سياق متصل، فقد أعلن مصدر مقرّب من حزب الله لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء أنه تم "العثور على جثة" القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، بعد مقتله في غارة إسرائيلية استهدفت مساء الثلاثاء مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضح المصدر مفضّلًا عدم الكشف عن هويته أنه تم "العثور على جثته تحت ركام المبنى المستهدف"، مؤكدًا مقتله في الغارة.
وتولى شكر وهو غير معروف إعلاميًا مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة قبل عشرة أشهر، بحسب ما قال مصدر قريب من حزب الله لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء.
وأسفرت الغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استهدفت شقة في الطابق الثامن من مبنى سكني، ما أدى إلى تدميرها وانهيار أجزاء من المبنى، عن استشهاد خمسة مدنيين، هم ثلاث نساء وطفل وطفلة، وفق حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء.
وكان حزب الله قد أكد، في بيان سابق، وجود فؤاد شكر في المبنى المستهدف بالغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقتٍ زعم فيه جيش الاحتلال أنه نجح في اغتياله.
وقال حزب الله في بيان سابق: "كما بات معروفًا، قام العدو الصهيوني بالاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، حيث استهدف مبنى سكنيًا في أحد أحيائها، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة آخرين بجراح، وحصول دمار كبير في عدد من طوابق المبنى. وكان القائد الجهادي الكبير الأخ السيد فؤاد شكر (الحاج محسن) حينها موجودًا في هذا المبنى".