قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في طهران، فجر اليوم، له تأثير وقيمة كبيرة ليس فقط على مستوى فصائل المقاومة بل على مستوى الشعب الفلسطيني ومناصري القضية الفلسطينية عربا ومسلمين أو على المستوى الدولي.
وقال عوكل لـ "فلسطين أون لاين": "من عرف هنية يجده إنسانًا بشوشًا قريبًا من القلب مناضلًا متحدثًا جيدًا مفكرًا وقائدًا حقيقيًا تمتع بكل خصائص القائد المرن الذي يعرف الطريق للهدف".
وعدّ عوكل اغتيال هنية خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وقضية فلسطين، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية خسرت شهداء كبار قبل هنية كالشيخ أحمد الياسين والرنتيسي وأبو عمار وأبو جهاد وأبو علي مصطفى.
وأكد أن غياب القادة لم يؤدِ إلى إضعاف الشعب الفلسطيني بقدر من أنه كان وقودًا لتطوير وتصعيد المقاومة، "بدليل ما نحن فيه، بالمقارنة مع مضى من تاريخ كفاحي، وأن المقاومة لن تهزم بسبب غياب قائد كبيرة من مستوى هنية".
وعن توقيت الاغتيال، رأى أنه جاء بتوقيت يشير إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول أن يجد الأسباب والذرائع والتغطيات لاستمرار الحرب، بعد أن كان بالفترة الأخيرة محصورا بالزاوية ويتهم بأنه من يعطل المفاوضات، وهناك ضغوط عالية عليه.
ولفت إلى أن نتنياهو كلما شعر بأنه تحت ضغط من هذا المستوى وأنه فاقد الخيارات يسعى لتأجيج الوضع بعملية اغتيال أو ارتكاب مجزرة كبيرة أو عملية برية كبيرة ويوسع النطاق حتى يختار أهدافا ربما تدخل آخرين على الخط.
ويعتقد عوكل أن الاغتيال مؤشرًا على استمرار الحرب يريد نتنياهو أن يوسعها ويورط أمريكا بحرب إقليمية، وهذا بطبيعة الحال يشكل تعطيلا للمفاوضات الجارية وضربة للمحتجين بالشوارع الذين يطالبون بوقف الحرب.
وعدّ الاغتيالين في طهران ولبنان وصفة اكيدة لاستدعاء ردود فعل واسعة ربما يؤدي لتوسيع دائرة الحرب في الإقليم وهذا التوقيت المناسب لنتنياهو بعد الدعم والتأييد الذي لقيه في أمريكا.