أكد المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض د. سعيد صلاح، أن فقدان عناصر الغذاء الأساسية سبب رئيسي لارتفاع أعداد المصابين بسوء التغذية في شمالي قطاع غزة.
وأوضح صلاح خلال حديثه لـ"فلسطين أون لاين" أن سوء التغذية هذا ناتج عن عدم تناول عناصر غذاء أساسية منها البروتينات والدهنيات.
وأشار إلى أن أسواق شمالي القطاع تحتوي على المعلبات والدقيق، وهذا لا يكفي لإمداد الجسم بالعناصر الأساسية من الغذاء، وقد أدى ذلك إلى انتسار سوء التغذية.
ويواجه شمالي قطاع غزة مجاعة بفعل الحرب التي يواصلها جيش الاحتلال للشهر العاشر وما رافقها من انتهاكات وسياسات حالت دون وصول المواد الغذائية لأكثر من نصف مليون مواطن.
ونبه صلاح إلى أن جميع الفئات العمرية تأثرت بسوء التغذية، لكن الفئة الأكثر تضررًا كانت لدى الأطفال في مرحلة النمو والتطور بعمر يتراوح بين 6 شهور- 5 سنوات.
وأضاف: أن هذه الفئة لديها نمو عقلي وجسدي سريع جدًا، لذلك تتأثر بسوء التغذية أكثر من أي فئة عمرية أخرى.
وأشار صلاح إلى أن المنظومة الصحية في قطاع غزة وخاصة في الشمال انهارت جراء الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لها منذ بدء الحرب الممتدة للشهر العاشر على التوالي.
وبين المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض، أن الاستهداف الإسرائيلي المتكرر أدى إلى خروج العديد من المستشفيات في مدينة غزة عن الخدمة تمامًا لاسيما المتخصصة في علاج الأطفال، ومنها مستشفيات النصر، وعبد العزيز الرنتيسي، والدرة.
"وقد اضطرنا ذلك إلى إنشاء قسم في مستشفى أصدقاء المريض لاستقبال حالات الأطفال وعلاجهم" والقول لصلاح وهو استشاري في طب الأطفال وحديثي الولادة.
وأكمل: أن سوء التغذية ينتشر في شمالي القطاع أكثر من أي منطقة أخرى في قطاع غزة، وهو يتربط بالحرب وما رافقها من تداعيات، والعلاج الأساسي يتحقق بإنهاء الحرب وتكثيف إدخال المساعدات والمواد الغذائية المناسبة.
ولفت إلى أن القسم المتخصص بعلاج سوء التغذية في مستشفى أصدقاء المريض يعمل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ويستقبل الحالات الحادة وشديدة المرض بهدف إنعاشها وتحسين حالتها الصحية.
وذكر أن الحالات المصابة بسوء التغذية التي تحتاج إلى علاج في المستشفيات تتراوح نسبتها بين 7-10 بالمئة، وهي نسبة ليست قليلة.
وأوضح أن منظمة الصحية توفر مضادات حيوية وفيتامينات لعلاج سوء التغذية في مستشفى أصدقاء المريض، وما زال المستشفى بحاجة إلى أدوية ومستهلكات طبية أخرى لتقديم علاج أفضل.
وناشد بضرورة توفير الدعم اللازم للمنظومة الصحية في قطاع غزة ومساعدتها على تقديم الخدمات الطبية اللازمة وتمكينها من مساعدة جرحى الحرب وإنقاذ أرواحهم.