أبدى عدد من النازحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد، بعد تأكيد وزارة الصحة اكتشافها فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي "طفح المجاري" بعد أخذ عينات من مناطق مختلفة.
وأكد نازحون في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين أون لاين"، أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال بمياه صرف الصحي المنتشرة بكثافة بخان يونس وأماكن مختلفة من قطاع غزة يشكل خطر حقيقي على حياتهم أطفالهم، خاصة في ظل عدم وجود التطعيمات.
وشلل الأطفال هو مرض يسببه فيروس يؤثر بشكل رئيسي على الحبل النخاعي أو جذع المخ، ويمكن لشلل الأطفال في أشد حالاته تفاقمًا أن يؤدي إلى فقدان القدرة على تحريك أطراف معينة، كما قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وفي بعض الأحيان إلى الوفاة، وفقاً لتأكيدات طبية.
ويؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا تستمر من يومين إلى 3 أيام. وتتضمن، الحُمّى، الصداع، آلام العضلات، التهاب الحلق، ألم المعدة، فقدان الشهية، الغثيان، القيء.
وأبدى النازح في خان يونس محمد العطار عن خوفه الشديد على أن يصاب أطفاله بفيروس شلل الأطفال، وقال العطار: "كثير من الأمراض والأوبئة انتشرت بين أطفالي بحياة النزوح بسبب وجود مياه الصرف الصحي وانتشار تلال من القمامة بالقرب من خيام النازحين وعدم قدرة البلدية على إزالتها".
وأوضح أن النازحين يعيشون حياه صعبة للغاية حيث تنتشر الأمراض ولا تتوفر مياه الشرب النظيفة أو الطعام، أو حتى مكان نظيف للمبيت.
بدوره، يعتقد النازح في مواصي خان يونس، عمر أبو عودة، أن فرص إصابة عائلته بفيروس شلل الأطفال وغيره من الأوبئة والأمراض واردة لأن المنطقة التي يعيشون بها تتواجد بها مياه الصرف الصحي، والقمام.
وقال أبو عودة: "الحرب تقتل كل يوم مئات الناس والأمراض أيضا ستقتل المزيد منهم، وستهدد حياة الأطفال خاصة بعد اكتشاف مرض شلل الأطفال المخيف".
وأوضح أن مواجهة المرض يجب أن تبدأ من خلال تنظيف مياه صرف الصحي بأي طريقة من خلال البلدية.
وتساءل عن التوقيت الذي ستحرك فيه العالم وخاصة الدولة العربية لمساعدة سكان قطاع غزة في ظل هذا العدوان المستمر.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أعلنت أمس الخميس نتائج فحوصات لعينات من الصرف الصحي بالتنسيق مع اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)، أظهرت وجود فيروس مسبب لشلل الأطفال.
وقالت الوزارة في بيان لها: إن "وجود الفيروس في مياه الصرف الصحي التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن وجود السكان نتيجة تدمير البنية التحتية يمثل كارثة صحية جديدة".
وبينت أن الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة ومنع الاحتلال لإدخال مواد النظافة بما يشكله ذلك من بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة.
