فلسطين أون لاين

"أغمضوا أعينكم وتخيّلوها طعامًا آخر"

لمحاربة المجاعة.. أوراق الشّجر على موائد الغزّيين

...
غزة/ خاص فلسطين أون لاين

لم يجد الثلاثيني محمد العكلوك، أمامه سوى أوراق شجرة التوت ليجلبها لأفراد أسرته ليتناولوه مع قليل من الأرز من أجل سد جوعهم بعد أن عجز عن توفير بعض الخضروات نظرًا لشحها في الأسواق ولارتفاع ثمن الأصناف الغذائية القليلة الأخرى.

وتنقّل العكلوك، بين عدد من أسواق مدينة غزة، لجلب جزءًا من احتياجات عائلته من الخضروات، لكن فشل في ذلك بسبب ارتفاع أسعارها وعدم توفر الأموال الكافية بين يديه وصرف جميع ما ادخره خلال السنوات الماضية لطول أمد الحرب على القطاع.

ويشتكي العكلوك، من ارتفاع أسعار بعض الخضار المتوفرة في أسواق مدينة غزة وشمالها وعدم مقدرته على توفير ولو جزءًا يسيرًا منها لأسرته المكونة من ستة أفراد، لسد جوعهم في ظل عودة مظاهر المجاعة.

وتعاني أسواق مدينة غزة، وشمالها من شح كبير في الفواكه والخضروات واللحوم، ما زاد من أسعار الأخرى فبلغ سعر كيلو غرام الباذنجان80 شيكل، والكوسا 45 شيكل، والطماطم 100 شيكل، والليمون 40 شيكل للكيلوغرام الواحد، و35 شيكل للخيار، و9 شواكل للبيضة.

شح البضائع

ويحاول العكلوك، الذي فقد نصف وزنه، وفق ما قاله لمراسل "فلسطين أون لاين" إيهام نفسه بأن أوراق شجرة التوت ستكون أشبه بورق العنب الذي اعتادت عليه عائلته قبل الحرب "الإسرائيلية" على القطاع، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أنه اضطر لشراء كيلوغرام من أوراق التوت بسعر بلغ 40 شيكلًا، في محاولة منه لإيجاد بديلًا عن أوراق العنب الذي اختفى من الأسواق وإطعام أسرته، في ظل تفشّي المجاعة في غزة والشّمال ومواصلة سلطات الاحتلال وإغلاق المعابر وعدم إدخال الخضروات والفواكه واللحوم والمواد الأساسية.

وعلى مقربة من العكلوك، بدأ الشاب جهاد حرب، بالسؤال حول كيفية طهي أوراق شجرة التوت، لكن لم يرق له ذلك، لافتًا إلى أنه يتجول منذ ساعة في سوق الشيخ رضوان بمدينة غزة، لعله يتمكن من شراء شيء لكن دون جدوى بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توفر العديد من أصناف الخضروات.

وأشار إلى أن البضائع الموجودة في السوق قديمة ومعظمها من المعلبات المعرضة للتلف بسبب وجودها تحت أشعة الشمس طوال ساعات النهار، ويخشى اقتناء البعض منها كي لا يتعرض للتسمم.

أسعار مرتفعة

وتابع حرب، الذي بدت عليه مظاهر الإرهاق والمجاعة: لا توجد خضروات ولا فواكه ولا لحوم كي نأكلها وما يتم توفيره شحيح جدًا وأسعارها مرتفعة ولا نتمكن من شرائه لعدم توفر الأموال الكافية وعدم توفر مصدر دخله له ولأسرته لطول أمد الحرب.

واضطر حرب، وأسرته في بعض الأوقات لتناول بعض أوراق الشجر والنباتات البرية وطعام الحيوانات لسد جوعهم ما أدى لإصابتهم بأعراض تسمم نتيجة ذلك.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ونقلاً عن شركائها العاملين في القطاع، فإن واحدًا من بين كل ثلاثة أطفال في شمال غزة، يعانون من سوء التغذية "الحاد أو الهزال".

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر القطاع، ومنْع إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والمواد الغذائية والدواء، والخضروات والفواكه واللحوم إلى مدينة غزة و محافظات الشمال، وذلك ضمن سياسة تضييق الخناق والتجويع التي تتبعها في حربها.