ما إن انسحب جيش الاحتلال من مناطق غرب مدينة غزة، اليوم الجمعة، حتى تكشفت جرائمه البشعة، التي لا تعكس سوى السلوك السادي وغير الإنساني، إعدامات ميدانية بحق المدنيين العزل وكبار السن من النساء ممن لم يتمكن من النزوح أو الفرار من الموت والنجاة من حرق المنازل بشكل عدواني دون هدف أو مبرر.
وثقت تقارير وشهادات ووقائع، تعمّد جنود الاحتلال الإسرائيلي إعدام مدنيين عزل بشكل مباشر داخل منازلهم في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وهم داخل منازلهم، بمنع الإسعاف لإنقاذ النازفين منهم وحرق البيوت على ساكنيها.
وتمكنت الفرق الطبية والصحفية، من التعرف على أسماء المواطنين الذين تم إعدامهم وهم: مصطفى أحمد زيدية، ومحمود خالد زيدية، وعماد خالد زيدية، وأبو يوسف ناصر زيدية، وفهمي لولو، جملات الشوا "أم محمود" زوجة الشهيد ماهر البدري، وابنها أحمد ماهر البدري، وابنتها سها ماهر البدري زوجة الشهيد/ هاشم البدري، والحاجة ميسون يعقوب الغلاييني، والحاجة اروى يعقوب الغلاييني.
وبحسب تصريحات لأقارب الشهداء، فإن كلاً من "أروى وميسون ورفيدة هن أخوات وكبيرات السن، اقتحم جيش الاحتلال عليهن المنزل اثناء التوغل الاخير وتم إعدامهن على الفور".
وأضافوا، أن "رفيدة أُصيبت وبقيت تنزف 3 أيام، ثم حرقوا المنزل عليهن، ووجدنا جثتهن محترقة".
ووفق شهادات مواطنين فإنه "تم إعدم المسن فايز الشريف 72 عام، في منزل لعائلة أبو مدين، حيث كان يجلس مسالما واقتحمت قوات الاحتلال عليه المنزل وأطلقت الرصاص عليه بشكل مباشر، وبقي جثمانه حتى تحلل، ووثقت الكاميرات لحظة انتشال الجثمان من البيت".
ووفق هذه الشهادات، فقد أعدمت قوات الاحتلال مسنات من عائلة الغلاييني بدم بارد، وقتلت رجلا مسنا بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر.
كما أحرقت قوات الاحتلال عددا من المباني السكنية في المنطقة، ومقار تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث لا تزال النيران مشتعلة في بعضها.
وقال الدفاع المدني في غزة إن عشرات جثث الشهداء متناثرة في الأزقة وداخل المنازل، وإن عائلات بكاملها استشهدت بشارع الصناعة بعد انسحاب جيش الاحتلال.
والاثنين الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية في مناطق واسعة جنوب غرب مدينة غزة، بما في ذلك مقر وكالة الأونروا.