على مسافة 10 متر، شيَّد النازح رمضان الديري خيمته بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، من قماش المظلات التي أُلقيت على النازحين، محملةً بصناديق المساعدات من قبل طائرات عربية وأجنبية.

واستغل الديري النازح من غزة إلى جنوب القطاع قماش صناديق المظلات لتخييم خيمة عائلته النازحة، في ظل ارتفاع أسعار النايلون وشوادر البلاستيك في قطاع غزة، وعدم قدرته على شرائها بهذه المبالغ.

ويقول الديري لموقع "": إنّ "الطائرات تلقي عشرات المظلات والصناديق على منطقة المواصي بخان يونس بشكل شبه يومي، والناس تتهافت على المساعدات الموجودة بالصناديق، ولكن أنا ما ابحث عنه هو قماش هذه المظلات للاحتماء من لهيب الصيف".

ويوضح أن قماش المظلات طويلة جدًا وتصلح للخيمة بشكل جيد، وتغطيها من كافة الجهات، وتوفر على الشخص الذي يريد بناء الخيمة مبلغ 1000 شيقل (300 $)، إضافة إلى أن جودتها جيدة وتقي من الشمس.

ويشير إلى أنه شيد خيمة لعائلته المكونة من 12 فرد بمظلات المساعدات بعد ترقبها لإسقاطها من الجو في الصباح، والحصول على قماشها برفقة أشقائه.

ويلفت إلى أنه نجح في تشييد الخيمة والعيش بداخلها من خلال قماش مظلة واحدة، ووفر على نفسه مبلغ كبير من المال.

كذلك، نجح النازح محمود جمعة من تحصيل قماش مظلات المساعدات من منطقة سجن أصدقاء بخان يونس، وتشييد خيمة لعائلته منها.

ويقول جمعة لموقع "": "قماش المظلات جودته ممتازة جدًا، ويصلح لخيمة خاصة في ظل أجواء الصيف الحارة حاليًا، وحاجتنا إلى أقمشة تخفف من أشعة الشمس وتبرد قدر الإمكان الخيمة".

ويوضح جمعة أنه شيد خيمته بالكامل من قماش المظلات التي تسقط على النازحين بخان يونس، بعد حصوله على الأخشاب من السوق.

ويشير إلى أن سعر الشادر الواحد يحتاج إلى 200 شيكل، والخيمة الواحدة يحتاج إلى 4 شوادر وهذا مبلغ كبير خاصة في ظل حياة النزوح وارتفاع الأسعار غير المسبوق بالأسواق.

ويلفت إلى أن تشييد الخيمة من المظلات يعد إنجاز كبير، خاصة أنه أصبح هي مكان العيش للعائلة في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة وعدم وجود أي آفق لإنهائه خلال الفترة القريبة القادمة.

ويذكر أن سكان غزة يواجهون صعوبات كبيرة في إيجاد خيم كاملة لهم بسبب نقص المساعدات التي تصل لقطاع غزة، إضافة إلى ارتفاع سعر الخيمة والذي يصل إلى 3000 شيكل لبعض أنواع الخيام.

وتقدر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدد النازحين في قطاع غزة بنحو 1.9 مليون شخص، أي ما يقرب من 85%، من إجمالي سكان القطاع، وجميعهم يعانون أوضاعًا إنسانية غاية في الصعوبة، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.