فلسطين أون لاين

مع تعمق المجاعة بمحافظتي غزة والشمال

محللان لـ "فلسطين أون لاين":"الرصيف العائم" بغزة "أكذوبة" أمريكية لأهدافٍ عسكرية وأمنية

...
صورة تعبيرية
غزة/ نور الدين صالح:

أجمع مختصان في الشأن السياسي، أن الرصيف العائم الذي دشنته الولايات المتحدة الأمريكية قبالة شاطئ بحر قطاع غزة، "أكذوبة" لتضليل الرأي العام العالمي بذريعة تخفيف الحصار وإدخال المساعدات لجميع محافظات القطاع.

ورأى المختصان خلال أحاديث منفصلة لموقع "فلسطين أون لاين"، أن الأهداف الرئيسية من بناء "الرصيف العائم" أمنية وعسكرية وليست إنسانية وإدخال المساعدات إلى سكان قطاع غزة، مستدلين بذلك على تفشي المجاعة في مختلف محافظات القطاع وخاصة غزة والشمال.

وتفسيرًا لذلك، قال المختص في الشأن السياسي ذو الفقار سويرجو، إن أداء الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الرصيف العائم "مشبوهاً"، إذ لم تقم بأي خطوات فعلية تُظهر أن بناءه له أهدافاً إنسانية أو لمساعدة الفلسطينيين ومنع حصول المجاعة وخاصة في شمال القطاع.

واستدل سويرجو، على ذلك بتكرار فقدان البضائع ودخول شبح المجاعة من جديد في شمال قطاع غزة، مبيناً أن بناء الرصيف العائم له أهدافاً أمنية وعسكرية واضحة، مستدركاً "لكن الولايات المتحدة حاولت بكل الطرق إبعاد هذه الشبهات عن الرصيف العائم وإشغال الجمهور سواء الفلسطيني أو الإسرائيلي أو الدولي بقضايا لها علاقة بعدم نجاحه أو ثباته في بحر غزة".

وعدّ مبررات الإدارة الأمريكية بعدم ثبات الرصيف العائم في بحر غزة نتيجة الأمواج الهائجة "غير واقعية"، حيث لا تستطيع الأمواج تخريب هذا البناء، معتبراً العملية العسكرية في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى مطلع شهر يونيو الجاري "دليلاً على استخدام الرصيف لأهداف أمنية وعسكرية".

وتوّقع سويرجو، أن يلعب هذا الرصيف دوراً فيما يُسمى "اليوم التالي للحرب في قطاع غزة"، حيث سيكون نواةً للتواجد العسكري الأمريكي وحلف الناتو في منطقة المتوسط، عاداً أن الهدف الأساسي من الميناء "جزءاً من المرحلة القادمة نتيجة فشل حكومة الاحتلال لوضع تصور لليوم التالي للحرب".

وأيّد ذلك الباحث في الشأن السياسي ساري عرابي، إذ رأى أن الهدف الإسرائيلي من بناء "الرصيف العائم" هو تعزيز الحصار على قطاع غزة من خلال اغلاق المعابر البرية.

وقال عرابي: إن "الاحتلال لا يُفكر فقط في الوضع القائم أو استغلال المجاعة للضغط على حركة حماس، إنما يُفكر فيما يُسمى اليوم التالي للحرب، أي خلق واقع جديد في القطاع يكون موالياً له".

ويعتقد أن جزءاً من فكرة الاحتلال ببناء الرصيف العائم هو ضمان السيطرة الكاملة على كل الأفكار التي تُطرح بهذا الخصوص بما في ذلك توزيع المساعدات أو خلق معبر ما سواء لحركة البضائع أو المسافرين من خلال الميناء".

وشدد على أن "الولايات المتحدة تتماهى مع الاحتلال في محاولة خلق واقع جديد في قطاع غزة"، مستدلاً بذلك على أنه لم يتم استخدام "الرصيف" بصورة واسعة لإنهاء حالة المجاعة من خلال إدخال البضائع بكميات كبيرة على القطاع.

ورجّح أن "الرصيف" جرى استخدامه في عمليات عسكرية إسرائيلية مثل ما حصل في عملية النصيرات، مشيراً إلى أن الهدف من بناءه هو ضمان استمرار الحرب على قطاع غزة مع تخفيف الضغط العالمي على "إسرائيل" التي تتعرض إلى ملاحقة قانونية في الوقت الراهن بسبب ارتكابها جرائم الحرب.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قال في تصريح سابق، إن الإدارة الأمريكية زعمت بأن الرصيف العائم يهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، غير أن الوقائع تؤكد أنه لم يقدم شيئاً في إطار إنهاء جريمة التجويع.

وأضاف المكتب الإعلامي أن المجاعة تتفاقم بشكل خطير وخاصة في محافظتي غزة والشمال، اللتان يتواجد فيهن 700 ألف إنسان يعانون الجوع بشكل فعلي وحقيقي.

وأوضح أن مقاطع فيديو وتقارير أظهرت أن الرصيف العائم تم استخدامه في التحضير والانطلاق لتنفيذ مهام أمنية وعسكرية من بينها ارتكاب جريمة مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، معتبراً أن الرصيف العائم قبالة غزة "أكذوبة وبيع للأوهام".