قائمة الموقع

أرقام غير مسبوقة.. نصف مليون شخص غادروا "إسرائيل" منذ طوفان الأقصى

2024-06-23T17:27:00+03:00
صورة تعبيرية

مع اندلاع الحرب في غزة، تسود مخاوف جديّة في الأوساط الإسرائيلية، من تزايد أعداد اليهود الفارّين من الدولة العبرية. وهو ما قد يمثّل ضربة مزدوجة لإسرائيل، إذ يضعف بنيتها الديموغرافية ويجهض سردية كونها الملاذ الآمن لليهود.

أكدت وسائل إعلام عبرية، أنّ نصف مليون شخص غادروا "إسرائيل" في الأشهر الستة الأولى من الحرب، في وقتٍ أصبحت فيه الهجرة نحوها أقل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، وتبلغ نحو 2,500 مهاجر شهرياً.

وفي شباط/فبراير، غادر نحو 20,000 شخص الأراضي المحتلة، وفي آذار/مارس غادر نحو 7,000، وبإضافة الوافدين والخارجين في نيسان/أبريل إلى العدد العام، فإن الفجوة لصالح عدد الخارجين وصلت إلى نحو  550,000 ألف شخص، وفق الإعلام الإسرائيلي.

وينضم هذا الاتجاه في زمن الحرب إلى الاتجاه الذي كان سائداً حتى قبله (التعديلات القضائية)، في ظل تردي الأوضاع الإسرائيلية الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

وأظهرت بيانات سلطة الهجرة انخفاضاً حاداً في رحلات الإسرائيليين للسفر والأعمال التجارية في الخارج منذ اندلاع الحرب في الـ 7 من أكتوبر.

وسجّلت "إسرائيل" بالتزامن مع المعركة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، تزايداً في "الهجرة" العكسية اليهودية، فقد تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن عدد كبير من الإسرائيليين الذين غادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية الحرب.

ولا يزال من غير المعروف إذا ما كان هؤلاء الفارون من إسرائيل سيعودون إليها أم لا، غير أن فكرة الهجرة تنتشر بشكل واسع في المجتمع الإسرائيلي. وفي مقال للصحافي موشي جلعاد، على صحيفة هآرتس العبرية، نقل على لسان أحد المهاجرين قوله: "عندما قررت الرحيل، ألهمني صديق رحل، ثم اكتشفت أن لدي أربعة أو خمسة أصدقاء آخرين قد رحلوا".

ليست ظاهرة الهجرة السلبية أو العكسية لليهود خارج إسرائيل حكراً على الحرب الجارية. بل هي ملازمة للدولة العبرية، كلما استجدت داخلها أزمة سياسية أو أمنية. وهو ما يؤكده تقرير لصحيفة هآرتس، نشر عام 2012، إذ يكشف عن أن نحو 40% من الإسرائيليين يفكرون في مغادرة البلاد.

ويرى العديدون بأن هذه النسبة معدة للاتساع، منذ تولي الحكومة اليمينية المتطرفة الحكم في إسرائيل. وكرّست الأزمة السياسية التي شهدتها إسرائيل، حول مشروع صلاح المحكمة العليا، هذا الشعور.

وحسب الكاتب والصحافي ستيفانو لوروسو، فإن "الإسرائيليين العلمانيين كانوا يخشون من حدوث من ركود اقتصادي كبير، يشعله ما يعتبرونه "يوم القيامة" السياسي بقيادة المشرّعين المتشددين"، كما أصبح المستثمرون والشركات الأجنبية يتوخون الحذر بشأن الاستثمار في البلاد، إذ ضعفت العملة الوطنية بالفعل".

ويشدّد لوروسو على أن هذه المخاوف جعلت قطاعاً واسعاً من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة، وهو ما تكشفه مساعيهم في الحصول على جنسيات مزدوجة، أوروبية وأمريكية، إذ "يستثمر الإسرائيليون مبالغ كبيرة للحصول عليها"، في وقت أصبحت فيه "الهجرة من إسرائيل إلى أوروبا والولايات المتحدة تتخذ منعطفاً سياسياً متجذّراً".

وفي عام 2022، قالت دائرة الهجرة البرتغالية إن الإسرائيليين حلوا في المرتبة الأولى كأكثر من قدموا طلب الحصول على الجنسية البرتغالية. وزادت طلبات الإسرائيليين على الجنسية الألمانية بنحو 10%. كما أقر مكتب الاتحاد الأوروبي في تل أبيب بحدوث زيادة في أعداد الراغبين الجدد في الحصول على جنسيات دوله.

وبحسب دراسة أجراها المؤرخان الفرنسيان دومينيك فيدال وتوما فيسكوفي، هناك بين 700 ألف ومليون مواطن إسرائيلي يعيشون خارج إسرائيل، نحو 100 ألف منهم يعيشون في ألمانيا. كما أن عدد الإسرائيليين الذي يمتلكون جواز سفر فرنسياً ارتفع بـ45%.

اخبار ذات صلة