قبل بدء حرب الإبادة الجماعية التي شنتها العصابات الصهيونية على غزة في أكتوبر 2023، كان الرياضيون يعيشون أزمة مالية كبيرة نتيجة عدم وجود مصدر دخل ثابت للأندية، ناهيك عن تقطع صرف (المنحة المالية) التي كان المجلس الأعلى للشباب والرياضة يُقدمها للأندية والتي لم تكن تسد رمق الرياضيين بين مدربين وإداريين ولاعبين، بسبب كونها غير كافية أصلاً.
اليوم وبعد تسعة أشهر على حرب الإبادة وتواصل انقطاع المنحة كون النشاط الرياضي قد توقف، فإن الأزمة تفاقمت ولم يعد العائد المادي الذي كان يحصل عليه المدرب والإداري واللاعب من أنديتهم غير كافٍ، فقد انقطع نهائياً، وباتت شريحة كبيرة من الرياضيين بلا أي دخل مالي منذ تسعة أشهر.
وفي ظل الأوضاع المالية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني النازح في مخيمات ومُدن جنوب غزة، وفي ظل توقف النشاط لارياضي بشكل كُلي، فإن شريحة الرياضيين باتت دون عمل وبالتالي دون مصدر رزق، فلجأ عدد قليل منهم لبيع المشروبات وبعض المواد الغذائية، وهي الطريقة شبه الوحيدة المتاحة حتى الآن لا سيما وأنهم لا يُجيدون أي مهنة أخرى غير الرياضة.
الأمثلة على قيام الرياضيين بالبحث عن مصدر رزق كثيرة، ولكن حفاظاً على كرامة وشخصية تلك الشريحة من الرياضيين، امتنعنا عن ذكر أسماء تلك الحالات بناء على طلبهم، ولكنهم في نفس الوقت يصرخون من ألم الحاجة والعَوَز.
وعلى الرغم من الوضع المالي والأمني الصعبين، فإن المجلس الأعلى للرياضة في غزة وبتوجيهات من عبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس، قام على فترات متقطعة بصرف مساعدة للرياضيين والإعلاميين الرياضيين من خلال الأندية والاتحادات الرياضية، بتوفير مبلغ سبعة آلاف شيكل لكل نادٍ واتحاد لتوزيعها على 35 رياضياً من الرياضيين المسجلين على كشوفات تلك الأندية والاتحادات.
ولقيت هذه اللفتة استحسان الرياضيين الذين اعتبروها خطوة للتخفيف عن كاهلهم رغم معرفتهم بأنها لا تسد رمقهم، ولكنها تعطيهم الإحساس والشعور بان هناك من يشعر بهم ويتلمس أحاسيسهم ومعاناتهم.
جدير بالذكر أن المجلس الأعلى للرياضة قام بتقديم هذه المساعدة المالية على ثلاث فترات منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة.