أكد الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي، أن عمليات المقاومة اتخذت منحى تصاعديًا ونوعيًا خلال الفترة الماضية، لأنها راكمت الكثير من الخبرات خلال شهور الحرب في حين يعاني جيش الاحتلال الإجهاد وقلّة الخبرة.
وفي تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، قال الفلاحي إن الاحتلال أعطى الكثير من الإشارات مؤخرا على أنه سينسحب من مدينة جنوبي القطاع، مؤكدًا أن حكومة الاحتلال بدأت تتعامل مع الأمر الواقع في المدينة كما سبق وحدث في الوسط وخان يونس.
ويرى الفلاحي، أن الاحتلال يعاني فشلًا استخبارياً وقلة خبرة للقادة العسكريين فضلًا عن الإنهاك الذي أصاب الأفراد في حين تواصل المقاومة الاستفادة من المعارك.
وأشار إلى أن استفادة المقاومة من الحرب تتجلى في معركة رفح التي شهدت عمليات نوعية في مناطق متفرقة مما ألحق خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال.
وقال الخبير العسكري، إن حديث جيش الاحتلال عن تحقيق إنجازات عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يمثل مقدمة لإنهاء العملية رغم تناقضه مع ما يجري على الأرض.
وأشار إلى أن التضارب المتزايد في التصريحات بين السياسيين والعسكريين لدى حكومة الاحتلال، لافتًا إلى حديث هذا الجيش عن عزمه عمل وقفات تكتيكية دون الرجوع للقيادة السياسية.
وخلص الخبير العسكري إلى أن قوات الاحتلال ستنهي وجودها بمدينة رفح قريبًا، وستحاول التمركز في محوري نتساريم وفبلادلفيا لأهداف سياسية وعسكرية، بينما ستواصل المقاومة الفلسطينية قصف هذه القوات لدفعها نحو الخروج تماما من هاتين المنطقتين.
وأكد أن جيش الاحتلال لا يمكنه السيطرة على رفح في عملية سريعة وأنه يفتقد للرؤية السياسية والعسكرية خلال الحرب، معربًا عن اعتقاده بأن المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية ستركز على عمليات أقل كثافة وأكثر نوعية، وستعتمد على العمل الاستخباري بالأساس، مرجحًا أن تتشابه هذه العمليات مع ما حدث في مجمع الشفاء الطبي.