فلسطين أون لاين

تقرير الشهيد الصحفي عطا الله.. لم يخشَ تهديدات الاحتلال فاغتاله بصاروخ غادر

...
عبد الله يونس

بصمود وتحدي وإصرار على البقاء، هكذا قابل الصحفي محمد عطا الله إرادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة وشمالها من سكانها إلى جنوب القطاع، فبقي مرابطًا متمسكًا بمدينته، واستمر بعمله في فضح جرائم الاحتلال الدموية بحق شعبه، حتى كانت خاتمة حياته بصاروخ إسرائيلي غادر استهدفه وعائلته في مخيم الشاطىء.

كان عطا الله واحدا من الشهداء الصحفيين الذين بلغ عددهم 150 صحفيًا، قتلهم جيش الاحتلال عن سبق إصرار وترصد خلال حربه الفظيعة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة.

واستشهد محمد عبد الفتاح عطا الله في قصف "إسرائيلي" استهدف منزل عائلته في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بتاريخ ٢٩ يناير ٢٠٢٤.

وقتل في هذه الغارة عدد من أفراد عائلته وعائلة زوجته، بقيت جثامين عدد منهم عالقة أسفل الأنقاض.

وكان محمد قد فقد في غارة "إسرائيلية" أخرى شقيقته آلاء وزوجها وأولادها وأخيه نعيم وزوجته وطفلهما.

وولد عطا الله في مدينة غزة بتاريخ ١١ مايو ١٩٩١، ونال الثانوية العامة من مدرسة أبو عبيدة بن الجراح في المدينة.

ومحمد حاصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة الأقصى في غزة. ويعمل محمد كمحرر صحفي في صحيفة الرسالة الصادرة في قطاع غزة.

ولدى عطا الله إسهامات في الكتابة الصحفية في مجال التحليل السياسي في موقع رصيف الإلكتروني، إذ كتب خلاله حول الحروب الفلسطينية الإسرائيلية وأثرها على السكان والمدنيين.

وأعلن المكتب الحكومي الفلسطيني، عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى ١٢٢ صحفيا بعد مقتل الصحفي عطا الله.

وكان آخر ما كتبه عطا الله في صفحته عبر فيسبوك منشورًا في تاريخ ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣، يصف فيه معاناته خلال هذه الحرب، إذ قال: "أربعون يومًا مرت كأربعين عامًا.. يارب الفرج من عندك وتخلص هالحرب.. اتعبنا ولم يعد القلب يحتمل أكثر".

ونعى أصدقاء عطا الله في مواقع التواصل الاجتماعي زميلهم الفقيد واستذكروا سيرته الحياتية والمهنية ومواقف شخصية جمعتهم سويا.
كتب محمود اللوح في منشور له عبر فيسبوك ينعى فيه عطاالله، وقال: "وداعا يا صديقي.. هذه ضريبة كبيرة ندفعها جميعاً لأننا أصحاب الحق والحق كرامة والكرامة أن نقول الحق بالصوت والصورة والقلم".

وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي: "إن استهداف الصحفي عطا الله، وغيره من الصحفيين الفلسطينيين، هو جريمة تستوجب الحساب والعقاب بموجب القوانين الدولية التي تحمي الصحفيين في أوقات الحروب".

وأكد عبد العاطي، أن دولة الاحتلال "تستهدف الصحفيين بشكل متعمد غير آبهة بكل القوانين الدولية، بسبب منحها الغطاء السياسي والقانوني من الولايات المتحدة الأمريكية لفعل ما تريد".

وأضاف أن (إسرائيل) تثبت من خلال تعريض حياة الصحفيين للخطر المتعمد أنها دولة فوق القانون الدولي، مستغربًا حالة الصمت الدولي إزاء هذه السياسية الإسرائيلية الممنهجة.

وأشار عبد العاطي إلى أن الهدف الرئيس لاستهداف الصحفيين الممنهج هو حجب الحقيقة عن العالم والتغطية على جرائمه.