فلسطين أون لاين

تقرير "ميدالياتٌ مخضّبة بالدّماء ونوادٍ سُوّيت بالأرض".. الاحتلال الصّهيوني يسعى لمسح التّاريخ الرياضي الفلسطيني

...
غزة/ فلسطين أون لاين

يسعى الاحتلال الصهيوني منذ بداية حرب الإبادة على غزة في السابع من أكتوبر 2023 من العام الماضي، إلى مسح التاريخ الفلسطيني في شتى المجالات ومن بينها الرياضي.

لم تسلم المنشآت الرياضية من التخريب والتّدمير من قبل قوات الاحتلال، فعمد إلى تكسير الدّروع والكؤوس التي حصلت عليها الأندية على مدار تاريخها الرياضي، في محاولة منه لطمس ومسح التاريخ الرياضي الفلسطيني، ضاربًا بعرض الحائط اللوائح والمواثيق المنبثقة عن اللجنة الأولمبية الدولية.

ودمّرت قوات الاحتلال عددًا من الأندية التاريخية والعريقة، ومنها من حمل اسم فلسطين في البطولات العربية والدولية، وتبادلت الدروع والهدايا التذكارية مع الأندية الخارجية، لكنها أصبحت حاليًا تحت الركام، كما اختفت الكؤوس التي تدل على عراقة تلك الأندية، وتثبت على الوجود الفلسطيني قبل قيام دولة الاحتلال ومن أبرزها عميد الأندية الفلسطينية غزة الرياضي الذي أنشأ عام 1934  أي قبل قيام دولة الاحتلال بأربعة عشر عامًا، وفقد جميع مقتنياته ومحتوياته والتي كان من الممكن وضعها في المتاحف العالمية، لكن قصف وتجريف المقر الواقع شمال غرب مدينة غزة أخفاها ومسحها.

وأكد الدكتور أسعد المجدلاوي نائب رئيس اللجنة الأولمبية، أن الرياضة ستعود وسيتم المحافظة على الإرث والتاريخ الرياضي الفلسطيني، ولن تكون المقتنيات هي الشاهد وحدها على هوية الرياضة الفلسطينية.

ومن جانبه وعد الدكتور حازم شحادة رئيس مجلس إدارة نادي الصداقة الرياضي خلال حديثه لـ"فلسطين أون لاين"، بإعادة بناء النادي الذي دمره الاحتلال بشكل كامل، ومحاولة الحفاظ على ما تبقى من المقتنيات والكؤوس التي حصل عليها النادي عبر تاريخه العريق، والدروع التذكارية التي تبادلها مع الأندية العربية، لافتًا إلى أن النادي كان يعكف على إنشاء متحف لإبراز إرث وتاريخ النادي، متأملًا أن يعاد افتتاح مقر النادي من جديد بعد عامين من الآن، وسيصادف حينها مرور نصف قرن على تأسيسه.

دمارٌ شاملٌ لحق بمقر نادي اتحاد الشجاعيّة الواقع شرق مدينة غزة، بسبب القصف الكبير والهائل لمبنى النادي، فتحوّل إلى قطع من الحجارة المختلطة بالدماء، وبقايا من عشرات الكؤوس المعدنية، التي حصل عليها النادي منذ تأسيسه عام 1976.

وقال اللاعب السابق ومدرب فريق كرة القدم بالنادي هيثم حجاج، إن الدمار الذي حلّ بمقرّ النادي ترك في قلبه حسرة بالغة، لا سيّما أن هذه المشاهد تأتي في لحظات استهداف ممنهج لمختلف المنشآت الرياضية الفلسطينية. 

وأضاف حجاج، "يهدف الاحتلال الصهيوني إلى مسح ذاكرة الرياضيين الفلسطينيين، ولا سيّما الذاكرة المتعلقة بلحظات الإنجاز، والحياة، ولذلك استهدف مبنى النادي ودمّره بالكامل، ولكننا نحتسب ذلك نوعًا من التّضحية، التي تتزامن مع تضحيات أكبر يقدمها شعبنا في مختلف القطاعات، وفي هذا الظرف الاستثنائي".

وبسبب كل ما ذكر طلب المركز الأورومتوسطي اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بفرض عقوبات على "إسرائيل" بسبب قتلها أكثر من 270 رياضيًا، وتدمير المراكز والمنشآت الرياضية، لكن الأخير رفض التصويت على طلب فلسطين بتعليق عضوية الكيان الصهيوني، معللًا قرار الرفض بأن القضية يجب بحثها من قبل مجلس الفيفا.