ترقبٌ دولي كبير يتجه بأنظاره نحو الرصيف العائم بغزة، بعد سلسلة من الأعطال التي أصابته خلال الفترة الأخيرة، ما بين تحديات بحرية ولوجيستية، أدّت إلى عدم قيام الرصيف بمهامه التي أعلن إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهر مارس الماضي، والمتمثلة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقالت القناة 12 العبرية، إن إحراجًا كبيرًا تعرّضت له إدارة بايدن بعد أقل من أسبوعين من بدء تشغيل الرصيف العائم.
وأشارت القناة العبرية إلى أن الرّصيف العائم في غزة والذي كلف 320 مليون دولار وشارك في بنائه وتشغيله ألف شخص، تعرض لأضرار بسبب الظروف الجوية القاسية، وسيتم سحبه إلى ميناء أسدود وسيستغرق إصلاحه أسبوعًا ونصف على الأقل.
وأوضح موقع "زمن إسرائيل" العبري، أن الرصيف يواجه صعوبات كثيرة ورغم الإعلان عن انتهاء عملية الإنشاء، إلا أن عملية تشغيله تواجه صعوبةً كبيرة م بسبب سلسلة من الإخفاقات، وشبهات بعدم نجاح الخطوة العسكرية.
وقال الموقع، إن سلسلة من الأخطاء والتحديات البحرية أدت إلى تأخير المشروع، ولذلك فإنه من غير الواضح حاليًا ما إذا كان الأمريكيون يقتربون من الهدف اليومي، لأنه حتى الآن، تم الإعلان عن كمية البضائع الواردة بحسب الوزن، والجزء الأكثر تعقيدًا هو توزيع البضائع في جميع أنحاء قطاع غزة".
وبحسب ما زعمه بايدن، فإنه لن يتم دخول أي جندي أمريكي إلى قطاع غزة، مدعيًا أنه سيتعامل مع الهيئات الدولية وجمعيات الإغاثة الميدانية لتوزيع البضائع، حيث إنها بدأت بنقل شاحنات المساعدات من اتجاه الرصيف العائم في 18 مايو، وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فقد دخلت في ذلك اليوم 10 شاحنات، ووصلت إلى مستودع للبضائع في دير البلح وسط قطاع غزة، وفي 19 مايو دخلت 16 شاحنة، خمس منها فقط وصلت إلى وجهتها.
وصرّح مسؤول في الأمم المتحدة إلى أنه "في اليومين التاليين، 20 و21 مايو، بقي نشاط الرصيف صامتاً، واعتبارًا من 22 مايو، تم استئناف النشاط، ولكن بعد ذلك واجهت الخطوة الأمريكية صعوبات أخرى عبر اضطراب البحر هذه المرة، حيث انفصلت سفينة كانت تعمل في نقل البضائع من الرصيف العائم باتجاه طريق الوصول العائم عن سفينة القطر بسبب ارتفاع الأمواج، وانجرفت إلى منطقة المياه الضحلة على ساحل أسدود.
ولفت إلى أن السفينة الأخرى علقت في الرمال، وفي الوقت نفسه، تم إطلاق سراح جزأين آخرين متصلين بالميناء بسبب ارتفاع الأمواج، وتعويمها بين عسقلان وأسدود، حتى تم سحبها مرة أخرى، وأنقذتها القوات الأمريكية.
وكشف الموقع العبري، أن البحرية "الإسرائيلية" ساهمت في ترميم أجزاء مختلفة من الرصيف البحري،فيما أوضح الأمريكيون أن نشاط نقل البضائع لم يتضرر أو يتوقف بسبب انقطاع السفن ومكوناتها.
وفي تحليل "إسرائيلي" منفصل، ذكر أن هذه الأحداث توضّح مدى تعقيد وصعوبة تنفيذ الخطة الأمريكية، وعملية الممر البحري من قبرص إلى غزة، لأن نشاط تقديم المساعدات عن طريق البحر ما زال تقييمه مستمراً حتى الآن، فيما توقف إسقاط المساعدات الأمريكية جواً في الوقت الحالي، فيما تغادر السفن المجهزة والطعام قبرص، وتصل إلى السفن الأمريكية الكبيرة التي ترسو على بعد عشرة كيلومترات من الساحل، وتقوم بنقل البضائع إلى الرصيف العائم.
تشير هذه المعطيات "الإسرائيلية" إلى عدم وضوح السقف الزمني لاستمرار هذا المشروع، رغم أن رؤساء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمتحدثين باسم البنتاغون أشاروا في واحدة من إحاطاتهم إلى أن العملية ستستمر حتى شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، حينها تبدأ التغيرات في الأمواج ومستوى سطح البحر، وستؤثر الطبيعة على الوضع، دون إعطاء تعهد بأن يستمر الموعد المحدد أبعد من ذلك.