قائمة الموقع

الشاب عوض.. يستذكر المجزرة التي ارتكبت بحق عائلته والوصايا الأخيرة !

2024-05-19T11:13:00+03:00
الصحة بغزة.jpeg

لم تتخيل عائلة عوض، أن نزوحها من منزلها في حي الصفطاوي، شمال غرب مدينة غزة، منتصف أكتوبر الماضي، وانتقالها للعيش بمنزل أحد أقاربها بمخيم النصيرات وسط القطاع، بزعم أنها منطقة أمنة، ستكون نهاية المطاف وسيغادر أحد أبنائها الحياة برفقة 28 شهيدًا من أبناء العائلة.

ما أن أشارت الساعة بعقارب إلى الرابعة من عصر يوم الـ24 أكتوبر الماضي، وخلال جلسة جمعت أفراد العائلة في الطابق الثاني من المنزل المستهدف شمال غرب مخيم النصيرات، لمتابعة الأحداث والتعرف على أخر مستجدات العدوان الإسرائيلي على القطاع، فوجئوا بقصف منزلهم دون سابق إنذار.

حالة من الرعب أصابت أفراد العائلة الذين بدأوا بالصراخ على بعضهم للتأكد من سلامتهم ولمعرفة المكان المستهدف، والقول للثلاثيني عبدالله عوض، الذي قال: "إننا لم نر شيء في بداية الأمر من شدة وكثافة الدخال المتصاعد فكنا نعتقد أن أحد المنازل القريبة منا هو المستهدف لنفاجئ بعدها بثواني معدودة بأننا المستهدفين".

جريمة متكاملة

وأضاف عوض، الذي تواجد في الطابق الأرضي من المنزل المستهدف لصحيفة "فلسطين": أن الجيران أحاطوا بالمكان كسرعة البرق وبدأوا بإخراجنا منه ليتين بأن الطابق الأول والثاني هو المستهدف".

"حالة من الخوف والرعب سيطرت عليه فجميع أفراد أسرته تواجدوا في المنزل ومنهم من هو بالطابق الثاني وآخرين بالطابق الأول، لافتًا إلى أنه صعد برفقة عدد من سكان المنطقة إلى الطابق الأول عبر فتحة أحدثتها طائرات الاحتلال ليجد شقيقة أحمد ابن الـ22 عامًا ممددًا على الأرض والدماء تخرج من جميع أنحاء جسده، وبجواره خاله وزوجته وأولاده وعدد من أقاربهم".

ويلفت إلى، أنه لم يتمالك نفسه من هول ما رأى فالجميع قد استشهد وبركة من الدماء تغطي الأرض، وأنين الجرحى ينبعث من تحت الأنقاض فمنهم من تم انتشاله ومنهم من فارق الحياة بسبب جراحهم وعدم القدرة على انتشالهم.

ويتوقف عوض، عن الحديث لثواني معدودة لإستجماع قواه قبل أن يكمل: "المشهد كان فظيعًا فجيش الاحتلال ارتكب مجزرة متكاملة الأركان فقد استشهد 29 شخصًا بينهم أطفال وشباب ونساء لا حول لهم ولا قوة فكانوا يعتقدون أنهم في مكان آمن بعد أن طلب جيش الاحتلال من سكان مدينة غزة وشمالي القطاع الانتقال إلى جنوب وادي غزة بزعم أنها مناطق أمنة.

نزوح مستمر

ويشير عوض بحزن، إلى أنه فقد شقيقه العشريني "أحمد" وخالة وأولاده وعدد من أقاربهم بسبب قصف منزله، لافتًا إلى أنه قبل دقائق من القصف كان يجلس إلى جانبهم ويستمع إلى المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في مدينة غزة وشمالها، ولم يتوقعوا أن يتم استهدافهم فجميعهم مدنيين.

ويردف: أن شقيقه "أحمد" قبل استشهاده كان يوصيه بوالديه وأشقائه وأن الله عز وجل، مع شعبنا ولن يخذله مهما فعل الاحتلال وأعوانه فالنصر والغلبة للمقاومة، ويدعوه لعدم التعاطي مع مطالب جيش الاحتلال بالانتقال إلى مكان آخر، مضيفًا: "أن أخي منذ بداية الأمر كان يرفض مغادرة منزلنا في حي الصفطاوي، وكان يقول لنا أن الاحتلال يريد تهجيرنا وسلب أرضنا".

ويتابع، بسبب خوف امي وإخوتي رضخ "أحمد" في نهاية الأمر لمطالبنا لننزح ستة مرات،  مرتان في مدينة غزة، وثلاث بالمحافظة الوسطي وعند اشتداد القصف اضطرونا للنزوح لمدينة رفح لنقيم في خيام أقيمت لإيواء النازحين، مردفًا: لكننا لم نسلم من مجازر وبطش الاحتلال الذي لا يفرق بين أحد فالجميع في دائرة الاستهداف.

وعائلة عوض، شاهد على آلاف المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء القطاع، وخاصة الذين النازحين إلى وسط وجنوبي القطاع.

اخبار ذات صلة