مبروك علينا المصالحة مبروك علينا الوحدة الوطنية مبروك علينا لم الشمل لشطري الوطن.. ومع إعلان نجاح المصالحة في القاهرة غمرت الفرحة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والكل يهنئ ويبارك للآخر وكما يقول المثل: "ليس بأخيك من لا يفرح لفرحك ويحزن لترحك".. ان يتوصل طرفا الانقسام الى انجاز المصالحة يعتبر انجازا كبيرا ونصرا عظيما سيسجله التاريخ على لوحات الشرف, كل من ساهم وساعد في تحقيق المصالحة وأول من يجب علينا توجيه الشكر له جمهورية مصر العربية الشقيقة التي بذلت قصارى جهدها للتقارب الفتحاوي الحمساوي وقدمت ورقة تتضمن ٢٢ بندا تتناول جميع تفاصيل القضايا ومتطلبات المرحلة المقبلة، كما طالبت طرفي الحوار بتقديم اجابات محددة ومفصلة لكل ما جاء في هذه الورقة، واشارت الى اجتماع لكل الفصائل الفلسطينية خلال شهر ليكون الاتفاق شاملاً.
لا داعي للدخول في تفاصيل الاتفاق المهم ولو انه من حق الجميع, لكن ما يهمنا النجاح والتوفيق، فشعبنا كله تابع ما يجري في القاهرة بعد ان اكد للجميع الاجواء الايجابية للمحادثات بين فتح وحماس واكدت الحركتان في بيان مشترك هذه الاجواء، واشار اكثر من طرف من المشاركين او المتابعين لهذه اللقاءات، لإصرار الجميع على إنجاح مساعي المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية، لأن الظروف التي تمر بها قضية شعبنا الوطنية والمؤامرات التصفوية التي تحيط بها من كل حدب وصوب تتطلب من المتحاورين التركيز على سبل مواجهة هذه المؤامرات وإفشالها لأن إطالة أمد الحوارات والبدء بالقضايا الثانوية ستساهم في تعاظم هذه المؤامرات التصفوية.
فبعد عشر سنوات عجاف من العار والألم والعنف والانقسام، يبدو أن الظروف باتت مواتية على ارضية خصبة لسيناريو تعايش سياسي يضمن وحدانية التمثيل السياسي ووجود حكومة واحدة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لذا يجب الاتفاق على برنامج سياسي ونضالي موحد وإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني الذي مس به اتفاق أوسلو خاصة ما يتعلق بقرار حق العودة رقم ١٩٤، فترتيب البيت الفلسطيني الداخلي من خلال الاتفاق على البرنامج الوطني والنضالي وإعادة الاعتبار كما أشرنا للبرنامج الوطني المتفق عليه بين كافة فصائل العمل الوطني هو الأساس والضروري لإنهاء الانقسام والسير قدما نحو إعادة اللحمة للساحة الفلسطينية سواء على صعيد النظام السياسي أو الجغرافي.
لقد آن الأوان بعد عشر سنوات من الاحتفالات الساذجة والحل والترحال في العديد من العواصم أن نعالج مسألة الانقسام بمعالجة القضايا التي أفرزها، وأهمها ما يخص حياة المواطن، فهموم الفلسطيني الغزي اليومية هموم لا تحتملها الجبال والمصارحة تقتضي أن نعترف لكل فلسطيني وفلسطينية في غزة أنهم أسطورة على شكل بشر، وأن الاعتذار لن يوفيهم حقهم، ولن يعوضهم عما بذلوه من أنفسهم وإنسانيتهم للاستمرار في الحياة والعطاء وتصدر الصفوف في الوطنية والتضحية. المصارحة تقتضي تقبيل جبين كلّ أم فقدت عزيزها، وكل أم شاهدت أرواح أبنائها وهي تنكسر نتيجة انسداد الأفق وانعدام الفرص وازدياد القهر بسبب انتصار إمارة الانقسام.
الكل يتمنى أن يكون هذا يوم المصالحة فاتحة خير وبركة بتوحيد صفوف شعبنا وإعادة البناء على أسس جديدة تحفظ له حقوقه وكرامته.