فلسطين أون لاين

الاحتلال "يجرّ أذيال الهزيمة" من حي الزيتون.. وصحف عبرية: لهذه الأسباب لن تُهزم حماس في غزّة

...
الاحتلال "يجرّ أذيال الهزيمة" من حي الزيتون.. وصحف عبرية: لهذه الأسباب لن تُهزم حماس في غزّة
غزة/ فلسطين أون لاين

أعلن جيش الاحتلال انسحابه من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، في الوقت تلقى فيه الاحتلال ضربات "موجعة" وأشارت فيه تقارير إلى سقوط العشرات من الجنود بين قتلى وجرحى بعد سقوطهم في كمائن أعدها المقاتلون الذين أظهروا مقاومة عنيفة في مناطق سبق أن أدعى الاحتلال سيطرته عليها. 

وعلى مدار 6 أيامٍ، دارت اشتباكات ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية، في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، والعودة الثالثة لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة بريًا والتي يؤازرها تحليق كثيف لطائرات الاستطلاع ومسيرات "كواد كابتر" المزودة بالرشاشات، لحي الزيتون بمدينة غزّة، كأنها الأولى من حيث قوة المقاومة ورباطة جأش مقاتليها.

فقد تحوّل الحيّ الذي يعد من الأحياء الكبيرة في مدينة غزة، إلى "كابوس" و"جحيم" لقوات الاحتلال التي تواجه كمائن واشتباكات عنيفة مع فصائل المقاومة.

عن تكتيكات المقاومة، يقول الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، إن داخل الحيّ تتمترس كتيبة الزيتون، التابعة لكتائب القسام، التي تملك خبرة في حرب الشوارع والعصابات؛ ما تسبّب في أن الجيش ما زال في الجزء الجنوبي الشرقي؛ حيث الكثافة السكانية متدنية.

وأشار إلى، أن حي الزيتون متداخل مع أحياء أخرى من الغرب والشمال؛ ما يسمح بهامش واسع من حرية الحركة والتنقل والتمركز للمقاتلين الفلسطينيين.

وبحسب عريقات، يتبع المقاتلون تكتيك تدمير رأس القافلة الإسرائيلية المدرّعة وهي تندفع داخل الأزقة الضيقة لوقف تَقَدُّم باقي الرتل العسكري؛ ثم اصطياد الجنود داخل مدرعاتهم؛ لذلك اعتمدت إسرائيل على تغيير خطتها بالاندفاع داخل شوارع أوسع، مثل شارع صلاح الدين وشارعي "8" و"10".

كذلك شكّلت الفصائل ما يسمّى بـ"الفريق القتالي"، وهو مكون من 4 مقاتلين مسلحين يُكلفون بمهمات، ويختفون في الأزقة والشوارع الضيقة ضمن أساليب حرب العصابات.

وفي تحليل سابق، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع القضاء على كتيبة الزيتون -التي تعتبر إحدى الكتائب الضاربة للقسام- ولن يستطع السيطرة والتثبت وسيجبر على الانسحاب للخلاص من معركة خاسرة.

ويضيف الدويري -خلال تحليله للجزيرة- أن ضراوة المعارك في الزيتون تؤكد أن المقاومة تدير المعركة الدفاعية بنجاعة، وبناء على السيناريو الأسوأ رغم القوة العسكرية الساحقة للاحتلال.

ويلفت إلى أن حي الزيتون بحالة اشتباك مباشر مع قوات الاحتلال منذ اليوم الأول للمعركة البرية خاصة القاطع الجنوبي منه لأنه على تماس مباشر مع وادي غزة موطن قوات وآليات الاحتلال، مشيرا إلى أن طبيعة الأرض تساعد المقاومة على خوض معارك خلف خطوط العدو وتمنحها فرصة لمهاجمة الموجات اللاحقة من قوات الاحتلال.

ويوضح الخبير الإستراتيجي أن معركة الزيتون هي الثالثة من نوعها بعد دخول شمال قطاع غزة المرحلة الثالثة من الحرب إذ كان الهجوم الأول على أحياء التفاح والدرج ومخيم جباليا، ثم الهجوم الآخر على أحياء الشيخ عجلين وتل الهوى والرمال الجنوبي وشارع النصر.

وهذه العمليات تؤكد -بحسب الدويري- أن مزاعم الاحتلال بتفكيك كتائب القسام وأطرها التنظيمية بالمنطقة غير حقيقية، وضراوة معارك الزيتون المحتدمة تظهر أنه لم يتم تحطيم البنية المقاومة القتالية بالقاطع الشمالي، كما تم إعادة بناء الكتائب القسامية وتعمل بالتشاركية مع بقية الفصائل وتحديدا سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

ويلفت إلى أن درجة الضرر التي لحقت بفصائل المقاومة في الحرب الحالية لو كانت بليغة مثلما يدعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانهارت هذه الكتائب، لكن هذا لم يحدث مستدلا بتصريحات لجنرالات سابقين بجيش الاحتلال.

وقال شهود عيانٍ، إنهم شاهدوا في شوارع حي الزيتون "سيارات مدمرة وعمارات ومربعات سكنية بالكامل تم نسفها، بالإضافة إلى آثار للذخيرة من الأسلحة الإسرائيلية".

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولها إن حركة حماس أعادت تنظيم قواتها بحي الزيتون وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أن ذلك يعرض قوات الجيش في محور نتساريم للخطر.

حماس ستعود بسرعة إلى جميع المناطق التي تواجدت فيها

وفي الإطار، نقلت  صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن الأسباب التي تجعل جيش الاحتلال عاجزًا تمامًا عن القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي تمثل بقدرة الحركة على التأقلم والصمود، وإعادة تنظيم نفسها من جديد

واعتبرت الصحيفة، أن هناك تشوهات كثيرة في المفهوم الإسرائيلي بشأن حركة حماس وقطاع غزة، التي لا تريد أن تصدق أن حماس غير مرتدعة بالأساس من جيش الاحتلال ولن تغادر قيادتها قطاع غزة. 

ورأى الخبراء، أن الحقيقة هي أن حركة حماس حركة لديها ليونة وذات قدرة مرتفعة على التأقلم للتغييرات، وحتى بعد استهدافها بشدة فإنها تنجح بالصمود وكذلك الحفاظ على مكانتها كجهة مركزية في القطاع، وفكرة شن الاحتلال عمليات عسكرية مركزة، واعتبار أنها ستؤدي إلى انهيار حماس لن تنجح، لأن حماس ستعود بسرعة إلى جميع المناطق التي تواجدت فيها.

وأشاروا إلى أن "هذا الإحباط المتواصل جعل إسرائيليين كثيرين يطرحون خططا إمكانية تطبيقها محدود، مثل أن الواقع سيتغير في غزة في حال وجود حكم بديل لحماس، أو أن التطبيع مع السعودية أو أن اتفاقا سياسيا مع السلطة الفلسطينية هما حلان محتملان، وفي الحقيقة وفق الصحيفة، حماس لا تريد أن تتنازل عن قطاع غزة.

وفيما يتعلق باجتياح رفح بادعاء أنها المعقل الأخير لحماس، رجح خبراء إسرائيليون، أنه حتى في حال هزيمة كتائب حماس الأربع التي تقول حكومة الاحتلال إنها موجودة في رفح، فإن "الحركة ستسيطر على الحيز العام في القطاع وتواصل إدارة القتال في المناطق المختلفة". 

وأشاروا إلى أنه في أفضل الأحوال بالنسبة للاحتلال، ستسمح حماس باستقرار بدائل ستكون غطاء تجميليًا لاستمرار هيمنتها، وفي الحال الأكثر ترجيحا ستعمل بقوة ضد أي بديل.