حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من تداعيات إصدار جيش الاحتلال أوامر تهجير للنازحين في رفح أقصى جنوبي قطاع غزة كتمهيد على ما يبدو لبدء عملية عسكرية تمثل إعلانًا بإعدام أكثر من 1.2 مليون فلسطيني في المدينة وتصعيدًا لجريمة الإبادة الجماعية.
وقال المرصد الأورومتوسطي، إن جيش الاحتلال أنذر المدنيين بإخلاء الأحياء الشرقية لرفح باتجاه منطقة "المواصي" غرب مدينة خان يونس المجاورة، دون أي توضيح لكيفية نقل المدنيين بأمان إلى المنطقة المذكورة، أو كيفية تنظيمهم فور وصولهم.
وأكد أن أوامر الإخلاء طالت مستشفى أبو يوسف النجار، وهو المستشفى المركزي في رفح، وكذلك معبري رفح البري وكرم أبو سالم التجاري، علمًا أن إدخال شاحنات المساعدات متوقف عبرهما منذ ظهر أمس.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن أوامر الإخلاء الجديدة من جيش الاحتلال رافقها التحذير من أن مدينة غزة وشمالها، ما زالتا منطقة قتال خطيرة، ومنع الفلسطينيين من العودة شمالًا.
وأوضح أن أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" تحتوي على مجموعة من الأخطاء الجسيمة بما في ذلك تقديم معلومات متناقضة وتسمية مناطق بشكل خاطئ بما لا يوفر أي ملاذ آمن للمدنيين وقد ينتهك التزام "إسرائيل" بموجب القانون الإنساني الدولي بتقديم "تحذيرات متقدمة فعالة".
وشدد الأورومتوسطي على أن أي عملية عسكرية برية لجيش الاحتلال في رفح تهدد على نحو بالغ الخطورة بارتكاب مجازر مروعة ومذبحة لمئات آلاف المدنيين ولاسيما الأطفال والنساء، ووقف عمليات الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة في جميع قطاع غزة.
وقال: "ينذر الاقتحام الوشيك لرفح بالنظر لأعداد النازحين بمذبحة كبرى، ويثير مخاوف جدية من سيناريو النزوح القسري والتهجير إلى خارج القطاع".
وتعد رفح مركز عمليات الإغاثة الإنسانية ونقطة دخول الإمدادات المنقذة للحياة وتخزن فيها العشرات من منظمات الإغاثة العاملة الإمدادات التي تقدمها للمدنيين وهو ما ينذر بتصعيد نهج التجويع بحق أهالي القطاع وتفاقم انتشار الأمراض الناجمة عن العملية العسكرية.
ولفت الأورومتوسطي إلى أن الهجوم البري "الإسرائيلي" الوشيك على رفح قد يمثل نقطة التصعيد الأكثر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين وسيؤدي لموجة أكبر من النزوح والمزيد من الاكتظاظ وقتل فرص الحصول على الغذاء الأساسي والمياه في وقت قد ينهار تمام النظام الصحي شبه المدمر أصلًا.
وطالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على وقف هجومها العسكري.