قائمة الموقع

"قصى" و "أحمد" جمعهم المرض وفرقتهم صواريخ الاحتلال

2024-05-05T14:11:00+03:00
قصى" و "أحمد" جمعهم المرض وفرقتهم صواريخ الاحتلال

على مقربة من قبر نجلها قصى 16 عاماً،  جلست ياسمين مقداد، والدموع تبلل وجهها وهي تدعو بالرحمه له ولشقيقه أحمد 14 عاماً، الذي رافقة الشهادة، فيما انشغل الأطفال الثلاثة، في جمع بعض الورود الحمراء ونثرها على قبر شقيقهم، فيما أخذ محمد، يتحدث لشقيقه المسجى، قائلأ: متى ستعود إلى البيت يا قصى، اشتقتلك وأين أحمد؟!، لتذرف الأم مزيداً من الدموع وتحتضن صغيرها وتطلب منه أن يدعوا لهما.

واستشهد قصى في الخامس من ديسمبر/ كانون أول، الماضى فيما أصيب شقيقة بشظايا في البطن قبل أن يرتقي شهيداً، في نفس اليوم، وفق والدتهما.

وتعود الأم بذاكرتها ليوم استشهاد نجليها قائلة: "إن أولادها خرجوا من المنزل في ذلك اليوم لتعبئة المياه بعد انقطاعها عن المنطقة جراء تدمير جيش الاحتلال خطوط المياه المواصلة للمكان ولجمع الحطب من أجل إستخدامه في إشعال النار لإعداد الطعام.

وبتنهيده تكمل الأم: "أن أولادها بدت عليهم بعض الملامح الغريبة في ذلك اليوم كصفاء الوجه والهدوء والإبتسامة وكأنهم كانوا يودعونا ، ثم خرجوا من المنزل بهدوء".

وتتابع مقداد، بعد نحو النصف ساعة سمعت صوت انفجار قوى على مقربة من منزلنا في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، قرب مركز الشرطة، تبعه انفجار آخر،حينها شعرت بضيق وانقباض في صدري وبدأ الخوف يتسلل إلى قلبي وبت اتنقل بين نوافذ المنزل في محاولة لرؤية ابنائى وأسأل الجيران عنهم.. فلا مجيب.

ساعات طويلة أمضاها الوالدان وهما يبحثان عن أولادهم في الحي لكن دون جدوى ورغم خطورة الوضع، مردفة الأم: "إلى أن حضر ابن سلفي ليبلغنا بأن أحمد، مصاب ويرقد في مستشفى المعمداني لننطلق لهناك مسرعين فكان يعاني من إصابته بشظايا بالبطن ونقل بعدها إلى مستشفى كمال عدوان بسبب تردي وضعه الصحي".

وتلفت الأم وهي تنظر قبر نجلها البكر، إلى أنها سألت ابنها أحمد عن شقيقه قصى، ليجيب بصوت منخفض وألم الإصابة ظاهرة على صوته: "قصى روح روح"، ليفقد بعدها الوعي، حينها بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي فلم يعد ابني منذ مايزيد عن 6 ساعات إلى البيت، وبدأت أدعو الله عز وجل، أن أراه بخير وسلام وألا أفجع به، وأن استشهد أن يكون جسده كاملا غير ممزق.

وأمضى بالقول خرجت من المستشفى متوجهة إلى بيتهى تحت وطأة القصف وصعوبة التنقل وانقطاع الاتصالات للامكث طوال ساعات الليل أصلي وأدعو الله عز وجل، أن يحفظ ابنائى ويطمئني على قصى الذى لايزال مفقوداً.

وتهدف: مع بزوغ ساعات الصباح، وخلال غفوة بسيطة سيطرت عليه شاهدت قصي، مرتديًا ثياب بيضاء ويوقظني من غفوتي لأعد له طعام الإفطار ويخبرها ألا تحزن فقد أراحه الله وشقيقه أحمد، من أدويتهما التى يتناولوا كل يوم بمعدل ثلاثة حبات يوميا لمعاناتهم منذ ولادتهم من مرض مزمن يسمى بـ "أديسون دسيز" وهو مرض يصيب الغدة المسؤولة عن تشغل الكلى، وفق قولها 

وأمضت الأم بالقول: أنها أمضت ساعات النهار بصعوبة بالغة إلى ما بعد العصر في محاولة للبحث عن خبر يريح قلبها عن ابنها "قصي"، وتتوقف الأم عن الكلام لثواني معدودة قبل أن تكمل حديثها والدموع في عينيها:جاء ما كانت أخشاه فقد استشهاد أحمد، الله بساعة خبر العثور على قصى، وقد ارتقي منذ أمس، بفعل القصف.

وبحرقة أخذت الأم تبكي أولادها، وتقول لـ "فلسطين أون لاين"": إنها توقعت أن يكون قصى، قد استشهد لطول غيابه عن المنزل فلم يعتاد على ذلك، فيما يبقى أحمد على قيد الحياه كونها جلست إلى جانبه أبلغت بأن وضعه سيتحسن ويحتاج لبعض الوقت كنها لم تعلم أن اصابته البسيطة تخفي خلفها نزيف حاد كانت كفيلة باستشهاده.

بكيت الأم بحرقة وأخذت تسأل الله عز و جل، أن يلهمها وزوجها الصبر فإستشهاد نجليها تسبب في فراغ كبير  بمنازلهم فالشهيدين كان قلبها معلق ببعض وكانوا معظم الوقت مع بعض ويفرحون ويلعبون ويبكون مع بعضهما.

وأشادت الأم بأبنائها الشهداء قائلأ: أن تصرفاتهم كانت كالكبار فقصى، كان يجيد الخياطة ويجلس على ماكينة والدة ويحيك الملابس بإتقان أما "أحمد" فكان والده يعتمد عليه في نقل الملابس وإيصالها لأصحابها وإحضار احتياجات المنزل.

وقبل أن تغرب الشمس جمعت الأم أولادها الثلاثة وانطلقوا لزيارة قبر شقيقهم "أحمد" الذي دفن في مقبرة مؤقتة بعيداً عن شقيقه "قصي" بسبب خطورة الوضع والاكرام الشهداء ومواراتهم الثرى.

ووعدت الأم نفسها، أنها ستنقل جثامين أولادهم بجوار بعضهما بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واضطر سكان القطاع، إلى إنشاء مقابر مؤقتة في مختلف المحافظات لخطورة الوضع ومنع قوات الإحتلال الإسرائيلي الوصول إلى المقابر الرئيسية واستهداف كل من يتحرك.

اخبار ذات صلة