أفادت تقارير عبرية، أن هناك خلافات حادة بين قادة الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتهديدات "غير مسبوقة"، متهمين الأخير بالإمتناع عن حسم قضايا جوهرية ويعرّض إنجازات الجيش للخطر.
وأوضح الإعلام العبري، أنّ حدة الخلافات بين قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي، وبينهم وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، وبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في ظل الحرب على غزة.
ويطالب قادة جهاز الأمن نتنياهو بأن يحسم في "خمس قضايا إستراتيجية" يعتبرونها ضرورية من أجل إنهاء الحرب على غزة والقتال مقابل حزب الله، ويقولون إن نتنياهو يمتنع عن الحسم في القضايا، وأنه بذلك يمنع الجيش الإسرائيلي من "التقدم لتحقيق أهداف الحرب".
وأشار موقع "واينت" إلى أن هذه الخلافات مشابهة لـ"تمرد الجنرالات" عشية حرب تشرين الأول/أكتوبر في العام 1973.
5 قضايا إستراتيجية !
بخصوص قضية المحتجزين لدى المقاومة، يطالب قادة جيش الاحتلال نتنياهو باتخاذ قرار بشأن وقف الحرب إلى أجل غير مسمى للسماح بالتوصل إلى اتفاق شامل متعدد الخطوات أو خطوة واحدة.
أما "المسألة الاستراتيجية الثانية"، وفق تعبير الصحيفة، فتتعلق بما يسميه الاحتلال بـ"اليوم التالي"، وفي هذه الحالة، تقول الصحيفة: يزعم جيش الاحتلال أن تردد نتنياهو، وخاصة عدم التحرك السياسي لتشكيل حكومة مدنية بديلة، يعني أن حماس تعود وتثبت نفسها في العديد من المناطق داخل القطاع.
بخصوص "المشكلة الثالثة" فهي تتعلق باقتحام رفح، ويزعم الجيش الإسرائيلي منذ أشهر أن لديه خطة مجدية لإجلاء نحو مليون نازح من المدينة، ثم المناورة على مراحل داخل رفح.
ويعترف جيش الاحتلال بأن هذا ليس قراراً سهلاً، سواء بسبب الخوف على مصير "المحتجزين"، الذين من المحتمل أن يكون عدد كبير منهم في رفح أو بسبب الضغط الدولي.
ويوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقادات حادة لنتنياهو لعدم إصداره أوامره حتى الآن بإجلاء النازحين إلى مراكز إيواء في منطقة خان يونس وعلى الساحل شمال المواصي.
أما المسألة الرابعة، وفق ما أوردته الصحيفة، فتتمثل في إنهاء الصراع في الشمال. وتدعي المؤسسة الأمنية أن استمرار "التطبيع" لحرب الاستنزاف يمكن أن يحدد الوضع وأن مستوطني الجليل لن يتمكنوا من العودة إلى المستوطنات لمدة عام أو أكثر.
إلى جانب ذلك، أكدت الصحيفة أن خامس الأزمات بين جيش الاحتلال ونتنياهو، فتتمثل في ميزانية الدفاع، التي لا يوجد وضوح بشأنها والتي لها أهمية خاصة فيما يتعلق بالتحضير لمواجهة محتملة مع إيران.
خطوات "غير مسبوقة"
وقال أحد المصدرين إن كثيرين من ضباط الجيش قد يعلنوا خلال الشهور القريبة عن استقالات بسبب ضلوعهم في إخفاقات 7 أكتوبر، وأن هذه الحقيقة تسهل عليهم أن يوضحوا موقفهم لنتنياهو.
وحسب "واينت"، فإن هذه الأجواء سائدة في أوساط قسم كبير من قيادة جهاز الأمن، الذين أوضحوا موقفهم لنتنياهو والوزراء.
وأكدت الصحيفة أنه إذا لم يتخذ رئيس الوزراء وحكومة الاحتلال قراراً بشأن هذه الملفات الست، "فمن الممكن أن يتخذ قادة الجيش وغالانت خطوات تم تجنبها حتى الآن".