كان الشاب الطموح زاهر الأفغاني يخطو أولى خطوات حياته المهنية في عالم الصحافة، ويحلم بأن يضع بصمته المميزة في الوسط الصحفي، ولكن غارة إسرائيلية استهدفت منزله أنهت حلمه وحياته سويا.
واستشهد الأفغاني في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم البريج وسط قطاع غزة بتاريخ 25 أكتوبر 2023.
وولد الشهيد زاهر زاهر الأفغاني في مخيم البريج بتاريخ 30 أكتوبر 1996، وتعود جذور عائلته إلى مدينة يافا المهاجرة عام 1948، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس المخيم.
وتخرج الأفغاني من كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات من جامعة فلسطين عام 2019، وعمل في شبكة ميثاق الإعلامية، كما لديه العديد من المقالات المنشورة في المواقع المحلية وعبر صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.
كما كان الشهيد الأفغاني ناشطا مجتمعيا، وشغل منصب مسؤول اللجنة الإعلامية في جمعية أهالي يافا، وهي جمعية أهلية تجمع عائلات مدينة يافا المحتلة التي هاجروا منها عام 1948.
وكان آخر ما كتبه الصحفي الأفغاني، عبر صفحته في موقع فيسبوك في 11 أكتوبر 2023، منشورا يتحدث فيه عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال: "حي الكرامة شمال غزة يتعرض للإبادة الجماعية".
ونعى أصدقاء الأفغاني، صديقهم الشهيد، بكلمات الحزن والأسى وعبروا عن صدمتهم من رحيله.
وكتب ناصر سامي في منشور له عبر فيسبوك: "﷽ "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".. ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، انتقل إلى رحمة الله تعالى الشهيد زاهر زاهر الأفغاني، ربنا يرحمه وعظم الله أجركم".
وكتب صالح أبو انقيرة في منشور له عبر فيسبوك: "زملائي واصدقائي الصحفيون هنيئا لكم الشهادة، من بينهم الصحفي/ زاهر الافغاني، قتلهم الاحتلال وقتل كل طموحاتهم، وفتت كل احلامهم، وحطم كاميراتهم واسقط اقلامهم الحرة، انك واهن باغتيالهم ولم تدرك انه لن تستطيع اسقاط الصورة والكلمة في غزة فهناك ترسانة هائلة من الصحفيين، سيسقطون الغشاوة عن أعين العالم ليشاهدوا بشاعة هذا الاحتلال الهش واجرامه، ليس بالبنادق بل بكلمتهم وبصورهم الحرة والصادقة". واختتم منشوره بالقول: "تبًا للقوانين والأعراف الدولية".
وكتب محمد المدهون صديق الشهيد الأفغاني: "نزف اليوم الصديق الخلوق زاهر الافغاني شهيد، الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة، انت في ضيافة الرحمن، اوجعت قلوبنا.. زاهر صاحبي بجامعة فلسطين والله العظيم كنا نضحك حتى الدموع.. روحك الحلوة راحت عند خالقها.. حسبنا الله ونعم الوكيل".