كشفت تقارير عبرية، أن حكومة الاحتلال تسابق الزمن وتقود "ماراثونًا" من المكالمات والإحاطات القانونية لإحباط خطط المحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بقيادة "مجلس الأمن القومي" للاحتلال.
وتتزايد المخاوف لدى "تل أبيب" من احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال الأسبوع المقبل، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، فيما اتهم دبلوماسي إسرائيلي إدارة جو بايدن بدعم هذا التحرك.
ويقول موقع "والا" الإخباري، أن نتنياهو يقود "ماراثوناً" من المكالمات الهاتفية، في محاولة للضغط على كل من له صلة بهذه المسألة، مع التركيز على الدور المهم للرئيس الأمريكي جو بايدن في ثني المحكمة عن خطوتها المرتقبة.
فيما ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن الولايات المتحدة تعمل بشكل حثيث على منع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومساء الأحد، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي المكالمة الأولى منذ 17 أبريل/نيسان، وذلك بعد أن أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، بحسب ما أكدت رويترز.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن التركيز الرئيسي لادعاءات المحكمة الجنائية الدولية هو أن إسرائيل "قامت بتجويع الفلسطينيين عمداً في غزة"، وعليه فإن "تل أبيب" ستركز على إظهار اهتمامها بإدخال مساعدات أكثر لقطاع غزة.
هذه ما أكدته أيضاً صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، حيث قالت إن الخوف من مذكرات الاعتقال الدولية سيدفع الاحتلال لفتح الباب لأوسع مساعدات تدخل لغزة منذ بداية الحرب.
كما أعلنت منظمة "المطبخ العالمي المركزي" الخيرية الدولية، مساء الأحد، أنها استأنفت عملياتها بقطاع غزة رغم "الحزن" على مقتل 7 من موظفيها مؤخراً في هجوم إسرائيلي.
وقالت المنظمة الدولية، في بيان، لقد "قررنا استئناف عملياتنا في غزة رغم حزننا على مقتل 7 من أصدقائنا وزملائنا بهجوم إسرائيلي في الأول من أبريل/نيسان".
ومطلع أبريل/نيسان الجاري، استهدف الجيش الإسرائيلي قافلة "المطبخ العالمي" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
بعد ذلك أعلنت المنظمة تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها "بالصدمة" لمقتل 7 من أعضاء فريقها في غارة للجيش الإسرائيلي على غزة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
والجمعة، قلّل نتنياهو من جدوى أي مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ضده، أو ضد أي من مسؤولي حكومته، قائلاً إن "قرارات الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إسرائيل".
لكنه قال إنه "رغم أن المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إسرائيل، إلا أنها ستشكل سابقة خطيرة".
في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أنه يجري تحقيقاً في جرائم حرب محتملة في الضفة الغربية وغزة والقدس.
يشار إلى أن إسرائيل ليست طرفاً في نظام روما الأساسي، لكن السلطة الفلسطينية وقعت على الانضمام في 2015، وعلى هذا النحو، خلصت المحكمة الجنائية الدولية إلى أنها تتمتع بالاختصاص القضائي للفصل في القضايا المتعلقة بتلك الأراضي.
كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس الثلاثاء، عن مخاوف "إسرائيلية" متزايدة لاحتمالية إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة الاحتلال، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقالت القناة 12 العبرية، إن عدة رسائل وصلت إلى مكتب نتنياهو تشير إلى تزايد احتمال إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين كبار
بحسب القناة "من المرجح إصدار مذكرات الاعتقال المتوقعة على خلفية الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، إضافة إلى تصريحات دولية بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، بالإشارة إلى الحرب المدمرة على غزة وانتهاكات اتفاقية جنيف الرابعة".
كما أشارت إلى أن "المختصين ورجال القانون الذين حضروا الاجتماع الطارئ المحدود بمشاركة وزراء: الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والعدل ياريف ليفين، والخارجية إسرائيل كاتس، حاولوا عرقلة القرار عبر بعض الإجراءات العاجلة في اللحظة الأخيرة أمام المحكمة نفسها وأمام جهات سياسية نافذة، لكن يبدو أن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها".
نتنياهو خائف ومتوتر
صحيفة "معاريف" نقلت عن مصادر مطلعة، لم تسمها، قولها إنّ نتنياهو "خائف ومتوتر بشكل غير طبيعي"، جراء احتمال صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
الصحيفة أشارت إلى أنّ نتنياهو أجرى، خلال الأيام الماضية، عدداً مكثفاً من المكالمات الهاتفية مع زعماء ومسؤولين دوليين في محاولة للضغط لمنع صدور مذكرة اعتقال بحقه، وخاصة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كما لفتت المصادر إلى أنّ نتنياهو يحاول بشكل غير مباشر الضغط على الرئيس بايدن، للتحرك ضد إصدار المذكرة.
المصادر أكدت أن "نتنياهو يدرك أن مذكرة الاعتقال الدولية يمكن أن تجعله شخصاً مضطهداً، لذا فهو يستثمر في جهود إحباطها يومياً".
لا يمكن لمحكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرات اعتقال دون علم إدارة بايدن