فلسطين أون لاين

بالصور تبرز تنوع العذابات.. أسرى تغيرت ملامحهم وخسروا أوزانًا بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال

...
القيادي الوطني عمر عساف من رام الله قبل وبعد اعتقاله من قبل الاحتلال الذي يواصل تعذيب الأسرى وحرمانهم من حقوقهم الأساسية
غزة - فلسطين أون لاين

تبوح ملامح الأسرى في سجون الاحتلال ممن أفرج عنهم مؤخرًا بفظاعة ما يعانون منه داخل معتقلات ومعسكرات "غوانتاناموا" الإسرائيلية وتكشف تنوع العذابات التي لحقت بهم.

وتعتبر سياسة التجويع، أخطر السياسات التي فرضها الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، إلى جانب عمليات التّعذيب، والتّنكيل، والتي طالت كافة الأسرى والأسيرات وكذلك الأطفال المعتقلين، وسببت لهم مشكلات صحيّة تحديدًا في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى نقصان الوزن الذي يعاني منه جميع الأسرى اليوم.

 حيث عكست صور الأسرى المفرج عنهم، نقصان الوزن الحاد للعديد منهم، وتفاقمت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، جرّاء جملة الإجراءات التي فرضتها، ومنها إغلاق ما تسمى بـ(كانتينا) الأسرى، ومصادرة ما تبقى للأسرى من مواد غذائية، وتقليص وجبات الطعام، عدا عن أن الطعام المقدم لهم سيء كمًا ونوعًا، والذي أثر على مصيرهم، وتحديدًا المرضى منهم، وساهم في تفاقم أوضاعهم الصحيّة، كما ساهم زج الآلاف من المعتقلين بعد السابع من أكتوبر في الزنازين دون توفير الطعام، إلى تفاقم سياسة التجويع.

صور للأسرى عمر عساف، والبروفيسور عماد البرغوثي، وياسر زماعرة الذين أفرج عنهم اليوم من سجون الاحتلال، بعد اعتقالهم إداريّاً، حيث يعانون من فقدان كبير في أوزانهم 

photo_2024-04-22_16-12-36.jpg

كما قارن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بين حالة الأسير المحرر معتصم المصري، والمفرج عنه مؤخراً، قبل اعتقاله وبعد إطلاق سراحه، حيث ظهر بلحية كثيفة ووزن مفقود، تبرز الحالة الصعبة التي عانى منها داخل السجون.

Image1_420242216559970128080.jpg
 

في قطاع غزة، أدلى فلسطينيون كانوا محتجزين لدى قوات الاحتلال بشهادات عن هول ما عانوه من تعذيب مستمر، وتحقيق ميداني، وحرمان من الطعام والنوم.

وتتحدث الصورة لوحدها عن الأسير المحرر من غزة سفيان أبو صلاح (43 عاماً)، والمفرج عنه من سجون الاحتلال، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، وخرج بقدم واحدة.

أبو صلاح أوضح في مقطع الفيديو أن قدمه تعرضت للالتهاب، ورفض جنود الاحتلال إرساله إلى المستشفى، وخلال سبعة أيام انتشر الالتهاب، وتم إجراء عملية بتر لساقه.

كما أكد أنه لم يكن يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله، مضيفاً: "اعتقلت بقدمين وأفرج عني بقدم واحدة".

في شهادات أخرى، روى أحد المفرج عنهم، ظروفاً قاسية خلال عملية اعتقاله، وتعرضه وآخرين للضرب والإهانة، فيما أظهر مقطع فيديو تعرض أحد المسنين المفرج عنهم للضرب بالعصى على أذنه وفمه وظهره.

بدوره، قال فلسطيني من غزة، أفرج عنه، إن الأسرى يتعرضون للتنكيل والتعذيب والتجويع، وفي عيادة السجن يتم الاعتداء عليهم.

image-1703441548.jpg
 

فيما تشير المعطيات إلى "تعمد" التعذيب والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين، وتذكر المؤسسات التي تعنى بشؤونهم، أن الاحتلال قتل العشرات منهم داخل السجون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عُرف منهم 16 اسماً فقط.

وقبل أسبوع، كشفت هيئة البث العبرية، الخميس، عن استشهاد معتقلين اثنين من قطاع غزة خلال إحضارهما للتحقيق داخل "إسرائيل"، دون تفاصيل أخرى عن ظروف استشهاد الأسيرين أو هويتهما.

وفي 27 آذار/ مارس الماضي، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، باستشهاد 27 فلسطينيًا من سكان قطاع غزة في مراكز احتجاز عسكرية "إسرائيلية" منذ بداية العدوان على قطاع غزة في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023،

ووفقًا لما كشفه تحقيق لـ "هآرتس"، أن معظم المعتقلين "توفوا" في قاعدتي "إس دي تيمان"، و"عناتوت" في "إسرائيل"، منذ بداية حرب "الإبادة الجماعية" على القطاع.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة بعد مرور 199 يومًا على العدوان والإبادة الجماعية، إذ يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتّى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.

وفي 4 أبريل/نيسان 2024، وصف طبيب "إسرائيلي" يعمل في مستشفى ميداني في منشأة يحتجز فيها جيش الاحتلال معتقلين من قطاع غزة، الظروف المأساوية التي يعيشونها، والتي وصلت إلى التسبب في قطع أطرافهم، مشيرًا إلى ارتكاب مخالفات قانونية ومهنية كبيرة.

وذكرت صحيفة هآرتس التي كشفت التفاصيل، أن أقوال الطبيب الإسرائيلي الذي يعمل في المستشفى الميداني في معتقل "سديه تيمان" في صحراء النقب وردت في رسالة بعث بها الأسبوع الماضي، إلى وزير الأمن الإسرائيلي ووزير الصحة أوروئيل بوسو، والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا.

وجاء في رسالته: "في هذا الأسبوع فقط، خضع مريضان لبتر ساقيهما بسبب إصابة بدأت بسبب تقييدهما. وللأسف، نتحدث عن حدث روتيني".

وتابع الطبيب رسالته التي تحتوي على تفاصيل صادمة: "منذ الأيام الأولى لتشغيل المنشأة الطبّية وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة. والأكثر من ذلك، أكتب لأحذّر من أن خصائص أنشطة المنشأة لا تتوافق مع أي بند من البنود المتعلّقة بالصحة، في قانون سجن المقاتلين غير الشرعيين".

وأشار إلى أن المستشفى لا يتلقى إمدادات منتظمة من الأدوية والمعدات الطبية، وأن جميع المرضى المعتقلين مكبّلون من أطرافهم الأربعة بغض النظر عن مدى خطورتهم، وتتم تغطية أعينهم ويتم إطعامهم بالقش.

وأوضح أنه "في ظل هذه الظروف، فعلياً، حتى المرضى الشباب والأصحّاء يفقدون الوزن، بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من المكوث للعلاج".

وبحسب الطبيب، فإن أكثر من نصف المعتقلين المرضى في المستشفى الميداني، موجودون هناك بسبب إصابات تطوّرت أثناء الاعتقال، عقب تقييدهم المستمر. وقال إن القيد يسبب إصابات خطيرة "تتطلب تدخلات جراحية متكررة".

بـ "لغة الأرقام"

بحسب معطيات لنادي الأسير الفلسطيني، يعتقل الاحتلال 9500 فلسطيني (لا يشمل الرقم أسرى قطاع غزة)، بينهم 80 سيدة، منهم 3 أسيرات رهن الاعتقال منذ ما قبل 7 أكتوبر، و200 قاصر.

المعطيات تشير إلى أن 3660 معتقلاً إدارياً في السجون الإسرائيلية (دون تهمة) بينهم 22 سيدة و40 طفلاً، وتلفت إلى أن سياسة الاعتقال الإداري تصاعدت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويبلغ عدد المعتقلين الذين تم تصنيفهم (بالمقاتلين غير الشرعيين) وفقاً لمعطى إدارة السّجون، (849) وهذا المعطى حتى بداية أبريل/نيسان 2024.

أما أعداد المعتقلين المرضى، فقد تصاعدت بعد السابع من أكتوبر، "فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة"، وفق نادي الأسير.

كما تعتقل سلطات الاحتلال 56 صحفياً منهم 45 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم 4 صحفيات.