أكد رئيس بلدية النصيرات وسط قطاع غزة د. إياد مغاري، اليوم الخميس، على أن حرب "التدمير والإبادة الجماعية" التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والممتلكات والمنشآت العامة والبنية التحتية ومرافق البلديات، أحدثت دماراً كبيراً وحوّلت قطاع غزة إلى منطقة منكوبة تعيش عدة كوارث خطيرة.
وذكر رئيس بلدية النصيرات، في تصريح صحافي، أن العدوان الاسرائيلي المستمر، والذي تشتد ضراوته على مخيم النصيرات منذ حوالي أسبوع، حرم السكان من أبسط الخدمات الإنسانية الأساسية كالمياه والصرف الصحي وجمع النفايات، وأدى ذلك لانتشار الأمراض بسبب شح المياه وانتشار الحشرات والقوارض بفعل تكدس النفايات في الشوارع.
ومع دخول العدوان شهره السابع على قطاع غزة، أشار مغاري إلى حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وممتلكات بلدية النصيرات، حيث تم تدمير نحو 25000 متر مربع من الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية، و5 ميادين وتقاطعات رئيسية.
كما دمر عدوان الاحتلال 12 بئر مياه، ونحو 4000 متر طولي من شبكات المياه، وعدد 15 من محابس المياه، وعدد 2 من محطات التحلية، وعدد 10 من مولدات الكهرباء التي تعمل على تشغيل المولدات لضخ المياه في الشبكة، وعدد 6 من أنظمة الطاقة الشمسية التي تخدم مرافق البلدية.
وحذرت البلدية، من تراكم نحو 20000 طن من النفايات في الشوارع وحول مراكز الإيواء بسبب نفاد الوقود وتدمير عدد من آليات البلدية، ومنع وصول طواقم البلدية إلى عدد من المناطق في النصيرات.
ولفت رئيس البلدية، إلى أن الاحتلال خلال عدوانه على مخيم النصيرات دمر 3550 متر طولي من شبكات الصرف الصحي و 650 متر طولي من شبكات تصريف مياه الأمطار و 2 من محطات الصرف الصحي، إلى جانب قصف عدد 5 آليات مختلفة الأحجام يعمل معظمها في جمع وترحيل النفايات ومتابعة شكاوى الصرف الصحي ومعالجتها، كما تسبب بتدمير نحو 6600 شجرة من الشوارع العامة ومشتل البلدية ومنتزه البلدية الرئيسي.
وفي السياق، نبهت البلدية إلى، أنّ مخيم النصيرات يعاني من شح كبير في السولار اللازم لتشغيل آبار المياه وضخها في الشبكة، بالإضافة إلى تشغيل محطات معالجة الصرف الصحي.
مياه الصرف الصحي تطفح في بعض شوارع النصيرات نتيجة شح الوقود وتدمير الاحتلال لخطوط المياه والصرف الصحي الرئيسية ضمن استهدافه المتعمد للبنية التحتية، وكذلك تعطل آلية الجيتر اللازمة لكسح وتسليك خطوط الصرف الصحي.
وأكد "مغاري" على أن طواقم البلدية تواصل جهودها لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، بقدر ما يتوفر لها من إمكانيات رغم الصعوبات والمخاطر التي تواجهها بسبب الاستهدافات المتواصلة في الميدان.
وطالب رئيس بلدية النصيرات المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية بضرورة التدخل العاجل وإنقاذ ما تبقى من الحياة الإنسانية في قطاع غزة التي كفلها القانون الدولي، والعمل على توفير احتياجات البلديات، وخاصة السولار بكميات كافية لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وآليات النظافة والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وانتشال جثامين الشهداء، بالإضافة إلى العمل على إدخال قطع الغيار اللازمة لإصلاح خطوط المياه الرئيسية والآليات الثقيلة.
وفي وقت سابق، قال الدفاع المدني الفلسطيني، الخميس، إن جيش الاحتلال، أكمل انسحابه، من شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مخلفا عددا من الشهداء إثر عملية عسكرية استمرت 8 أيام متواصلة.
وقال الدفاع المدني: "بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شمال النصيرات وسط قطاع غزة، تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال عدد من الشهداء، وما زال هناك العديد من الشهداء تحت الركام والأنقاض لم يتم إخراجهم بعد".
وشدد البيان على حاجة الدفاع المدني الفلسطيني لـ"معدات وآليات حفر ثقيلة" حتى يتمكن من البحث عن جثامين الشهداء وإخراجها.
ومن جهتها، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إنه "أنهى الليلة الماضية الغارة التي استهدفت أطراف مخيم النصيرات".
ومساء الأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن عملية الجيش الإسرائيلي في النصيرات أسفرت عن 520 شهيدًا وجريحًا ومفقودًا، خلال أسبوع.
وأضاف: "ارتقى خلال عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي 75 شهيدًا، و348 جريحًا ممن وصلوا إلى المستشفيات خلال أسبوع، بينما أُعلن عن فقدان 100 مواطن في المناطق المذكورة، ولم يتم الوصول إليهم حتى الآن خاصة في المغراقة".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال "دمر خلال هذا العدوان 14 برجًا وعمارة سكنية وعشرات المنازل التي تعود لمواطنين شردهم الاحتلال من أبراجهم وعماراتهم السكنية ومنازلهم، تحت تهديد قصف الطائرات وقذائف الدبابات".