قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الثلاثاء، إن الشهادات "المروعة" التي تم توثيقها على لسان عددٍ كبيرٍ من الفلسطينيين المفرج عنهم مؤخراً من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، ومن ضمنهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الاثني عشر عاماً، تأكيد على وحشية هذا الجيش المجرم، والانتهاكات التي يقترفها بحق المدنيين العزل، في إطار جرائم الحرب والإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة.
وأوضحت حماس في تصريح صحفي، أن الشهادات أكدت تعرض الأسرى لشتى أصناف التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الرعاية الصحية، ما تسبب بمضاعفات صحية للكثير منهم، وصلت إلى حد بتر أطرافهم.
وأكدت أن هذه الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد هذا الكيان الذي لا يستقوي إلا على المدنيين العزل، وستبقى شاهدة على سلوكه الفاشي البعيد عن القيم الإنسانية.
وطالبت حماس المؤسسات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من غزة، وتوثيق ما رواه المُفرَج عنهم من شهادات حول ما تعرضوا له من تعذيب وممارسات وحشية خلال فترة اعتقالهم، ورفع هذه الشهادات إلى المحاكم الدولية المختصة لمحاسبة قادة هذا الكيان على جرائمهم.
وقالت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الإثنين، إن قوات الاحتلال أفرجت عن 150 مواطنًا من القطاع، كان الاحتلال قد اعتقلهم خلال الحرب البرية التدميرية على قطاع غزة.
وأكد الدفاع المدني في غزة، أن الأوضاع الصحية والإنسانية للأسرى الذين أفرجت عنهم قوات الاحتلال صعب للغاية. وأوضح أن المواطنين الذين أفرجت عنهم قوات الاحتلال تعرّضوا لشتى أنواع التعذيب والتنكيل.
وطالب الدفاع المدني المؤسسات الدولية والأممية بالضغط على "إسرائيل" لإرسال كشوفات المختطفين، مشيرًا إلى وجود مئات المناشدات من مواطنين يطالبون بمعرفة مصير ذويهم المفقودين والمختطفين.
وأكد الأسير المحرر لطفي أبو روك أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تسبب في قتل الأسير رجاء سمور المريض بمرض السكري أثناء التحقيق في أحد المعتقلات بمدينة القدس المحتلة.
وقال أبو روك (65 عامًا)، عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين: إن "الأسير سمور يعاني من مرض السكر وخلال وجوده في غرفة السجن معنا أصيب بوعكة صحية وطلب من السجانين تقديم العلاج له ولكن لم يتم الموافقة على ذلك وهو ما تسبب في استشهاده".
وأوضح أبو روك أنه تعرض خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت لـ54 يومًا لشتى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي من قبل الجنود داخل السجن.
وأضاف: "لم أكن أتوقع أن اخرج من سجون الاحتلال حي أو أرى قطاع غزة من جديد بسبب حجم التعذيب الشديد الذي تعرضت له من قبل السجانين والمحققين داخل السجون".
وبين أن المعتقلين المتواجدين في سجون الاحتلال من أبناء قطاع غزة يعانون من ظروف قاسية داخل المعتقلات وعدم توفر الطعام المناسب لهم أو الشرب، إضافة إلى عدم تقديم الاحتلال العلاج للمرضى والمصابين وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والضغط.
وذكر أن الاحتلال عند الإفراج عنه قام بنقله بسيارات "البوسطة" عند حاجز كرم أبو سالم وأمرهم الجنود بالركض تجاه مدينة رفح جنوب قطاع غزة رغم حالة الاعياء الشديدة والتعب نتيجة التعذيب ووجودهم في السجون بظروف غير إنسانية.
وأشار إلى أنه فقد ابنه خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودمر جيش الاحتلال أيضا منزله في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس قطاع غزة، إضافة إلى التنكيل به خلال فترة اعتقاله في السجون.